تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المتحف الأكبر.. ولكن!!

من البعيد
الثلاثاء 25/11/ 2008 م
مروان دراج

بعد قيام أحد الصحفيين الألمان برحلة سياحية إلى مدينة دمشق قبل سنوات كتب يقول (مدينة دمشق وحدها تشكل المتحف الأكبر في العالم ولكن أشد ماأثار استغرابي غياب الخدمات السياحية المعاصرة والبنية التحتية المناسبة التي تشجع على جذب السياح).

مثل هذه الشهادة ليست الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة وهي تشير بوضوح لا لبس فيه أن مواقعنا الأثرية والتاريخية تخطف أنظار السياح والمهتمين ولكن ما ينقصها ليس فقط المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال -مثلما يعتقد البعض- وإنما أيضا غياب الاعلام السياحي وأساليب الترويج السليمة التي من شأنها تسويق الكنوز الأثرية إلى جانب انعدام الوعي لجهة ما تعنيه صناعة السياحة في اقتصادات الكثير من بلدان العالم وللاتيان على بعض الأمثلة يكفي التذكير أن بلداناً أوروبية صغيرة مثل اسبانيا واليونان وحتى قبرص التي هي أقرب إلى الجزيرة الكبيرة, هذه البلدان تمكنت خلال العقدين الأخيرين من رفع اجمالي الناتج المحلي إلى حدود الضعفين أو الثلاثة من خلال النهوض بصناعة السياحة والتي تشير غالبية الدراسات الحديثة أنها الأكثر ضمانة لجهة كسب الأرباح السريعة والعملاقة وهناك من يؤكد بأن عائداتها باتت تفوق ما كانت تحققه صناعة النفط من أرباح خلال العقود الأخيرة من القرن الماضي.‏

إذا كانت عائدات صناعة السياحة في سورية أقل بكثير من الطموح وأعداد السياح دون المستوى المطلوب فإن الأمر الذي يتعين معالجته بجدية وشفافية يتمثل في البحث عن الأسباب الفعلية التي تجعل من هذه الصناعة قاصرة ولا ترقى إلى مستوى الكنوز الأثرية والتنوع المناخي الذي تتميز به سورية.. والبحث عن هذه الأسباب يفترض أن يبدأ أولا في إعادة النظر بارتفاع أسعار المنتج السياحي مرورا بانعدام أساليب الترويج الحديثة وليس انتهاء بالهوة القائمة بين ما هو متوافر من منشآت سياحية وبين الحاجة الفعلية لهذه المنشآت والطرق المثلى في استثمارها.!!‏

marwanj@ ureasc.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية