|
رؤية ما تنتجه ثقافة الشعوب وحضارتها من الكم الهائل الجديد للمصطلحات لم يعد يعنيني.. وحتى اذا ما أخفق اللغويون والنحويون أو أصابوا في اجتهاداتهم ايضا لم يعد يعنيني... لكن ما يعنيني اليوم وما أنا بأمس الحاجة له مع ابناء جيلي, هذا الحراك العام للغةٍ بتنا نقف على اطلالها مشدوهين نبكيها عاجزين عن تطويرها كما نريدها نحن ان تكون, لا ان نستحضر قواميس ومعاجم اجنبية تُلزمنا بما تريد هي ان تقول. ولا يقف الامر عند هذا الحدّ وحسب بل يتجاوزه لأن تشيد حصونا منيعة يصعب علينا تجاوزها فتبسط سيطرتها على وسائل الاعلام والفكر والثقافة من خلال العلاقات التجارية والثقافية بينها وبين بعض الدول العربية تحت ذريعة اللحاق بالدول الغربية فكراً وسلوكاً. وليس هذا وحسب. أيضاً تستخدم الدول الأجنبية كل الوسائل لتتغلغل في بعض المؤسسات الرسمية والمنظمات الإقليمية وتوظفها في خدمة التغريب لغةً وفكراً وثقافةً. وبالمقابل ما تقوم به الدول العربية فتح الباب على مصراعيه لكل ما هو آتٍ دون تمحيص أو تدقيق أو حدّ أدنى من التفكير أو اتخاذ إجراءات تحدُّ من ظواهر سلبية تهدم بناء أمتنا ومكوّننا الثقافي والفكري وتؤسس عليه ما يجعلنا في الركب الأخير. وهنا تجدر الاشارة إلى أهمية التنبّه والبحث عن سبل لايقاف تلك الموجة وهذا النزيف والاستنزاف عبر الإبداع ومن ثم الإبداع والذي يستوجب أن تنطلق جذوره من جذور عروبتنا ولغتنا وفكرنا وموروثنا وهويتنا وحاجاتنا. |
|