|
قاعدة الحدث
التي تمارس الإرهاب بجميع أشكاله بموجب مسوغات الديمقراطية وما يسمى بالحضارة الإنسانية، أميركا تعلنها حرباً على الإرهاب، مع أنها المُصَّدر الأكبر للإرهاب، وهو واضح تماماً من خلال انتهاكها لكل القيم والأعراف الدينية والأخلاقية في العراق وأفغانستان وممارساتها في سجونها، وتدعي أنها تنشر العدالة والحرية والديمقراطية. أميركا ترعى حقوق الطفولة! 600 ألف طفل عراقي فقدوا حياتهم جراء أشكال المقاطعة والحصار على العراق، وعندما سُئلت مادلين أولبرايت في برنامج 60 دقيقة عام 1996، أجابت: نحن نعتقد أن الثمن يستحق ذلك. وتدافع عن حقوق الإنسان! وقد كلف غزو واحتلال العراق حوالي مليون مواطن عراقي حياتهم نتيجة المذابح الإرهابية الأميركية. حربان شنتهما أميركا بحجة الديمقراطية، الهدف منهما كان الهيمنة الكاملة على أفغانستان باعتبارها موقعاً استراتيجياً متميزاً يحقق لها الإطلال المباشر على دول آسيا الوسطى وجنوب آسيا والصين، فضلاً عن تواصلها الجغرافي مع إيران ومنطقة الخليج، والمجيء بنظام بديل يأتمر بأمرها ويخضع لسيطرتها ويحقق لها الظروف المواتية للانطلاق نحو تحقيق أهدافها في دول آسيا الوسطى وبحر قزوين. وهذا ما حدث بالفعل عقب أحداث الحادي عشر من أيلول 2001م بدعوى محاربة الإرهاب. والأخرى لتحقيق التفوق الاقتصادي الذي لا يتحقق إلا بالسيطرة على منابع البترول في جميع أنحاء العالم، ما يعني أن غزو العراق يمثل الخطوة الأولى على هذا الطريق، وخاصة أن احتياطي النفط لديه يزيد حوالي 25% عن احتياطي النفط السعودي، كما يشكل مع نفط المنطقـة ما يعادل 60% من احتياط النفط العالمي. فإذا أضفنا لذلك المخططات الأميركيـة الرامية للهيمنـة على البترول القابع في قاع بحر قزوين، فإن هدف أميركا في السيطرة على معظم منابـع البترول في العالم يكون قد تحقـق بالكامل، الأمر الذي سوف يمكنهـا من التحكم في اقتصاد العالم وتوجيهه بما يتفق ومصالحها الاقتصادية، وما يحقق ديمقراطيتها المزعومة. ونتيجة لهذه الحروب فإن عدد ضحايا الحرب الأميركية في أفغانستان في ارتفاع، والفاتورة الأكبر هي التي دفعها المدنيون خلال تلك الحروب؛ حيث أزهقت الحروب الأميركية أرواح 125 ألف قتيل مدني عـراقي جراء العمليـات الحـربية، و 35 ألف قتيل باكستاني و 12 ألف قتيل أفغاني. وبالمقابل فإن عدد (المتمردين أو الإرهابيين) حسب وصف الإدارة الأميركية الذين قُتلوا في الحرب على الإرهاب المزعوم يتراوح حسب تقديرات الباحثين بين 20 و 30 ألفاً. ويبدو أن الباحثين ركزوا على الخسائر العسكرية والمدنية خلال الأعمال الحربية، ولم يشملوا بها الخسائر بالأرواح في ظل الاحتلال الأميركي للعراق وأفغانستان، التي تجاوزت المليوني ضحية من القتلى وأربعة ملايين من الجرحى والمعوقين، وتخريب البنية التحتية للبلدين، ليس هذا فحسب - حسب الدراسة المشار إليها - بل إن الحرب الأميركية أودت بحياة 186 صحافياً و 266 موظف إغاثة إنسانية في العراق وأفغانستان والباكستان. وأما المهاجرون من اللاجئين والنازحين هرباً من أتون الحرب الأميركية على العراق وأفغانستان فقد بلغ عدد هؤلاء النازحين أكثر من 8 ملايين شخص غالبيتهم من العراق وأفغانستان. وقد روى جنود أميركيون يخدمون في العراق في مقابلات نشرتها صحيفة «ايفنينغ ستاندارد» كيف قاموا بإطلاق النار على أشخاص باللباس المدني وكيف أجهزوا على جرحى أو تركوا جنوداً عراقيين يحتضرون في ساحة المعركة، وقال الكابورال مايكل ريتشاردسون من فرقة المشاة الأميركية «لم يكن هناك أي إحراج في إطلاق النار على أشخاص لا يرتدون اللباس العسكري، كنت أضغط بكل بساطة على الزناد... فإذا كانوا موجودين هنا فذلك يعني أنهم أعداء، سواء أكانوا باللباس العسكري أم من دونه. بعضهم كان باللباس والبعض الآخر لا». وأكد الجندي أنطوني كاستيلو من جهته «كنا نقوم بمهمتنا، فإذا كان يوجد مدنيون بين المقاتلين فذلك يعني أنهم كانوا في المكان غير المناسب في الوقت غير المناسب، وكانوا يُعتبرون بمثابة أعداء»، ويؤكد الجنود في حديثهم عن معركة وقعت في جنوبي بغداد دون توضيح تاريخها، إن 70% من نحو 400 مقاتل من الجانب العراقي كانوا يرتدون اللباس المدني. أما عن ممارساتها في سجونها: غوانتانامو، أبو غريب، بغرام.. فهي أكبر دليل على إرهابها المنظم، حيث أظهرت وثائق حصل عليها «الاتحاد الأميركي للحريات المدنية» أعمال «قتل غير مبررة» لمعتقلين ومخاوف إزاء أوضاعهم في سجون تديرها الولايات المتحدة في كل من العراق وأفغانستان ومعتقل «غوانتانامو» العسكري في خليج كوبا. وقد تحدث بعض سجناء غوانتانامو السابقين عن تعذيب غير محتمل وسوء معاملة وأن المقاومة مستحيلة، لأن السجين مقيد اليدين مع البطن مع الرجلين، إذا أراد الوقوف فإنه يقف شبه منحنٍ، بالإضافة إلى ربطهم بالسلاسل لمدة شهر كامل دون فتحها فلم يترك الأميركان شيئا لم يفعلوه من التعذيب والتنكيل. وقد قامت بأمور مماثلة بل أسوأ في سجن أبو غريب من اغتصاب واعتداء على المعتقلين، وقد نشرت الأعمال بالصور ولم تعد تخفى على أحد. وقد ذكر الرقيب إريك سار في كتابه «داخل الأسلاك الشائكة» المعاملة التي يلقاها السجناء من قبل الجيش الأميركي، واعتبر في مقابلة مع «بي بي سي» أن ممارسات جنسية غريبة في غوانتانامو قد أسست لسوابق خطيرة مهدت الطريق أمام سوء معاملة السجناء في العراق. هذه صورة أميركا الحقيقية التي تدعي أنها حاملة راية العدالة والحرية وحقوق الإنسان تحارب ما تسميه إرهاباً والحقيقة هو أعمال مقاومة مشروعة لتحرير الأرض والإنسان، أو الدفاع عن الحقوق الوطنية أو القومية لأي شعب، وهو نضال مشروع في القانون الدولي، و هي تقوم بإرهاب واحتلال وغزو وتسميه نشر ديمقراطية، فإذا كانت أميركا راغبة حقاً في وقف الإرهاب، فهي بحاجة أولاً إلى وقف إرهابها تجاه العالم. |
|