|
قاعدة الحدث
على مدى أكثر من ستة عقود ونيف من الزمن، فقد استخدم هذا الكيان العنصري وعصاباته الإرهابية سياسة الطرد الجماعي «الترانسفير» التي أدت إلى تهجير أكثر من ثلثي الشعب الفلسطيني من أرضه وتشريدهم في شتى أنحاء العالم حيث أصبح عددهم يربو على ستة ملايين لاجئ، بينما قتلت العصابات الإجرامية عشرات الآلاف من العرب خلال عدة حروب وعدوانات شنتها عليهم في عام 1948 و1956 و 1967و 1982 و 2006 و 2008 واعتقالات طالت أكثر من نصف الشعب الفلسطيني فضلاً عن حصاره وتجويعه واستخدام كل وسائل الإرهاب بحقه. وتشير التقارير الدولية إلى أن الكيان الإسرائيلي استخدم ضد الشعب الفلسطيني أبشع وأقسى أنواع الإرهاب والقتل والتجويع والتعذيب والتنكيل والحصار والأسر والاعتقال على مدى العقود الستة الماضية، فمن مقتل عشرات الآلاف إلى جرح أكبر عدد من القتلى إلى مواصلة ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الأسرى الذين يبلغ عددهم اليوم أكثر من 11000 أسير يعيشون أفظع الظروف في أجواء من القمع والتنكيل على مدار الساعة وتعذيبهم وانتهاك حرماتهم وحقوقهم وكرامتهم وعزل معظمهم في زنازين انفرادية عقاباً لهم على إعلان الإضراب أو رفض الأوامر أو لمجرد التسلية وذلك لكسر إرادتهم. وتشير التقارير إلى أن الكثير من هؤلاء الأسرى مضى على اعتقالهم أكثر من ربع قرن في الوقت الذي تقف فيه المنظمات الحقوقية الدولية عاجزة عن إلزام الكيان الإسرائيلي بتحريرهم أو حتى الحفاظ على حقوقهم كما تنص اتفاقيات جنيف للأسرى أو وقف وحشيته العنصرية ضدهم. كما أن هذا الكيان العنصري مارس كل أشكال الإرهاب المنظم في الجولان السوري المحتل، حيث يعيش المواطنون السوريون تحت الاحتلال في ظل ظروف صعبة يرتكب خلالها جنود الاحتلال أبشع أنواع الجرائم بحق الجولانيين وممتلكاتهم ويمارسون بحقهم أسوأ أشكال التعذيب ويسرقون أرضهم ويبنون المستوطنات فوقها ويدفنون نفاياتهم النووية هناك، ويسرقون مياه الجولان ويزودون المستوطنات في فلسطين المحتلة بها. وخلال عدوان هذا الكيان العنصري على الفلسطينيين والسوريين والمصريين واللبنانيين والأردنيين في حروب عدة سقط عشرات آلاف الشهداء والجرحى وكان عدوان تموز على لبنان عام 2006 والعدوان على غزة عام 2008 آخر هذه العدوانات الوحشية حيث قتلت قوات الاحتلال أكثر من ألفي مواطن لبناني وجرحت أكثر من سبعة آلاف ودمرت البنية التحتية للعاصمة بيروت وبقية المدن والقرى اللبنانية. كما استخدمت كل الأسلحة المحرمة دولياً سواء منها القنابل العنقودية أو الفوسفورية أو المسمارية في جنوب لبنان وغزة وقتلت في عدوانها على غزة أكثر من خمسة آلاف فلسطيني وفرضت حصاراً ظالماً وجائراً استمر لسنوات عديدة ولم يرفع حتى الآن، ورغم كل ذلك لم يحاسب المجتمع الدولي حكام هذا الكيان على جرائمهم في غزة رغم أنها موثقة بالصوت والصورة ولا تحتاج إلى دليل أو برهان، وقامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بملاحقة كل نشطاء الحرية الذين حاولوا كسر الحصار على غزة وقتلوا العديد ممن حاولوا الوصول إلى شواطئ غزة كما حصل مع أسطول الحرية ومع السفن الليبية والفنزويلية التي زارت القطاع المحتل. كما يأتي امتلاك الكيان الإسرائيلي لكل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً من بيولوجية ونووية وجرثومية وكيماوية وتهديدها باستخدام أكثر من 300 رأس نووي ضد الدول العربية والتلويح بها باستمرار ليشكل حلقة إضافية من الإرهاب الذي يمارسه هذا الكيان ضد العرب، وبتغطية من الولايات المتحدة الأميركية التي تسعى لفرض إرادتها على الدول الأخرى وتتجاهل ترسانة إسرائيل النووية. وإذا أضفنا إلى ذلك جريمة اغتصاب الأراضي وبناء المستوطنات فوقها فسوف تكتمل أمامنا اللوحة الإرهابية في ظل بناء الجدران العازلة العنصرية التي تفصل بين الأراضي الفلسطينية والأراضي الفلسطينية الأخرى التي تغتصبها قوات الاحتلال بحيث أصبحت الضفة الغربية المحتلة جزراً متناثرة وسط هذه المستوطنات التي تمتد كالسرطان في الجسد الفلسطيني ويقوم مستوطنوها بممارسة كل أشكال الإرهاب والعنف ضد الفلسطينيين وفوق هذا وذاك تقيم قوات الاحتلال مئات الحواجز العسكرية أمام حركة تنقل الفلسطينيين وممارسة كل أشكال الإرهاب أثناء عبور الفلسطينيين لهذه الحواجز في طول الضفة الغربية وعرضها، وعزلها نهائياً عن قطاع غزة الذي يستمر حصاره والوعيد بقتل أطفاله ونسائه وشيوخه بشكل مستمر ومنظم. يبقى أن نشير إلى أن جميع الأحزاب الإسرائيلية - وعلى اختلاف ألوانها السياسية - متفقة على هضم حقوق الفلسطينيين والاستمرار في احتلال أرضهم وعدم الانسحاب منها ومتفقة على ممارسة الإرهاب بحقهم، ولم يتراجع الإرهاب يوماً مهما تحالف هذا الطرف الحزبي مع ذاك، فالجميع يريدون سحق المقاومة وطرد عرب 1948 وينكرون حق العودة ويطالبون بالاعتراف بما يسمى يهودية الدولة وجعل القدس المحتلة عاصمتها الموحدة تحت سلطة كيانهم الإرهابي ولهذا السبب لم يعرف التاريخ مثيلاً لهذا الارهاب الذي وصفه الكثيرون بإرهاب الدولة المنظم. |
|