|
مجتــمـــــع انطلاقا من مقولة يفهمها البعض بشكل خاطئ وهي انه لايجوز حرمان الطفل من أي شيء .. وهو الأمر الذي يحول أطفالنا إلى روبرتات ألية تنحصر مهمتهم فقط بالذهاب والإياب إلى الماركات للشراء الذي يسلك غالبا الطريق المضرة بصحتهم من دون فائدة .. ونحن عندما نقول ذلك فإننا بالتأكيد ليس مع حرمان أطفالنا مما يشتهون ويريدون ولكن ضد الإفراط أو التفريط في أي مسألة كانت ، ذلك انه من المهم جدا أن يكون هناك تنسيق بين الأم والأب في مسالة إعطاء المصروف لأطفالهم من حيث القيمة والتوقيت والأفضل أن تتولى الأم هذه المسؤولية لاحتكاكها بأطفالها أكثر ولوجودها الدائم معهم مقارنة مع الأب. كما يفهم بعض الآباء والأمهات مسألة إعطاء المصروف لأبنائهم فهما خاطئا فبعضهم يظن انه كلما زاد مصروف ابنه سوف يكون بذلك قد قدم له شيئا مفيدا ونافعا وهو بذلك لا يدري أنه وضع لابنه السم في الدسم ، ذلك ان إعطاء المصروف للأبناء بلا ضوابط ولا حدود يؤدي بالطفل إلى انحرافه عن الطريق التربوي الصحيح والقويم ويجعل منه فريسة سهلة لأي إغراء مادي أو استهلاكي سواء في مرحلة الطفولة أو المراحل اللاحقة كما ينعكس ذلك سلبا على سلوكياته المدرسية أمام زملائه من حيث تكبره التي تنتج فيما بعد أمراضا نفسية وسلوكية كثيرة كالغرور الزائد والانطوائية والاتكالية، إضافة الى تلك الأضرار الصحية الكبيرة الناتجة عن مشترياتهم البعيدة في معظم الأحيان عن رقابة الأهل . إن إعطاء أبنائنا المصروف المعتدل وغير المفرط والذي لا يسيء إليهم نفسيا أو معنويا يخلق عندهم الكثير من القيم المجتمعية النبيلة كثقافة القناعة والاكتفاء والتي تؤثر إيجابا على حياتهم في المستقبل. |
|