تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أبنـــاؤنا فـــي زمـــن العزلـــة...

مجتــمـــــع
الخميس 29-12-2011
رويدة سليمان

تلاشت الأسر العنقودية التقليدية.. وحل الانترنت والهاتف والفاكس و.. الفيسبوك محل آليات التواصل الشخصي المباشر، وعلى عكس ما يتصور كثيرون فإن الأبناء، أطفالاً ومراهقين،

يعانون حرماناً من الصداقات ودفء العلاقات الاجتماعية.. لم يعرفه الآباء.‏

أعلن مسؤولون عن الموقع الاجتماعي الأكثر شهرة في العالم اليوم (الفيسوك) عن ارتفاع قيمة الموقع إلى 65 مليار دولار محققاً رقماً قياسياً في القيمة المادية لأي موقع اجتماعي على شبكة الانترنت ومؤشراً إلى دلالة كبيرة على التوسع الرهيب الذي أنجزه الموقع كوسيلة اتصال اجتماعي يسهم في إثراء العلاقات الاجتماعية والمعلوماتية بين ملايين البشر في أرجاء العالم.‏

شكت إلي صديقتي قلة حيلتها وصبرها أمام ابنها المراهق الذي يجلس ساعات طوال في غرفته يتواصل مع أصدقائه على الفيسبوك الساحة الافتراضية.. والفضاء الافتراضي ولا تسمع من حواره شيئاً سوى القهقهة.‏

الحداثة فرضت وجودها... والوسائط الالكترونية القديمة (التلفزيون) والحديثة (الوسائط الرقمية) استدرجت الشباب بنوعيه إلى تمضية الوقت في المنازل.‏

عزلة تضرب حصارها حول أطفال هذه الأيام فكيف نقاوم هذه الوحدة اجتماعياً ونصون صحة الصداقة في حياة أبنائنا؟!‏

التدخل بحذر‏

يقول توم كرابتري الاختصاصي في علم نفس الأطفال:‏

للصداقة أهمية بالغة في حياة الصغار والكبار وهي على حد تعبيره كتف تبكي عليه وشخص تتجاذب معه أطراف الحديث وتخرج معه ويشاركك في إنجاز المهام إنها تعطيك إحساساً بالأمان والانتماء.‏

وهنا يأتي دور الأهل كمراقب من بعيد والتدخل بحذر لاختيار أصدقاء أبنائهم والأفضل تركهم يدبرون أمور صداقاتهم بأنفسهم، والطريقة الأفضل لتجنب شعور الأطفال بالوحدة هي أن يكون الوالدان أنفسهم اجتماعيين ويؤكد علماء النفس ضرورة دعوة الوالدين الأصدقاء إلى البيت حتى إذا كان غير مرتب وذلك لن يزعج الأصدقاء والجيران بل على العكس قد يزيدهم ارتياحاً عندما يجدان بيتكما أكثر اهمالاً من منزلهم فمن المفيد جداً أن يختلط الأطفال بالكبار من الجيران في سكنهم فيعودهم ذلك على مقابلة الغرباء والتغلب على الخجل ومن المهم أيضاً أن يشاهدوا الأب والأم وهما يصيغان صداقاتهما وبالتالي يتعلم الأطفال هذه المهارة.‏

من جهة ثانية علينا كأهل أن نواجه أنفسنا ولا نجعل من أي وسيلة اتصال كبش الفداء لأمراضنا الاجتماعية أو شماعة نعلق عليها تقصيرنا التربوي فلا نشتري مثلاً لحظات الراحة بإلهاء الأطفال ببرامج التلفاز دون ضوابط أو الدخول إلى غرف الدردشة أو المشاركة بمنتديات غير معروفة ومن ثم نتهمها بأنها السبب الوحيد للانحراف أو لبعض المشكلات.‏

ولا يمكننا ونحن نتحدث عن الأسرة ومهامها أن ننسى ما تقوم به الهيئة السورية لشؤون الأسرة من جهود للنهوض بواقع الأسرة السورية التي يجهل عملها الكثيرون .‏

فبالإضافة إلى تعزيز دور المؤسسات التشريعية لتوفير بيئة تشريعية وتنظيمية أكثر فاعلية في تحسين نوعية حياة الأسرة، تعمل الهيئة على توفير دراسات وأبحاث حول قضايا الأسرة والسكان والمجتمع وتأمين قاعدة معلومات معمقة ومتكاملة، وللهيئة أهداف أخرى متعلقة بشؤون الأسرة ومكوناتها (الأسرة، المرأة، الطفل، الشباب، المسنين) بما يضمن حمايتها والحفاظ على بنيانها وهويتها الأصيلة العربية السورية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية