تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أقانيـــــــــم الحداثــــــــــــــة

ثقافـــــــة
الخميس 29-12-2011
عماد جنيدي

الحداثة ليست موضة تتغير بحسب مصممي الأزياء إنها كما وصفها الشاعر الأميركي إليوت الحداثة رؤية كونية لا تقف عند حدود مرسومة لها مسبقاً بل تتجدد بتجدد الحياة.

في العصر العباسي الأول قام أبو تمام بتجديد اللغة المتوارثة من الشعر الجاهلي وتابع عملية التجديد هذه فحول شعراء العصر العباسي من أمثال الشريف الرضي والبحتري وبشار بن برد وأبو نواس وصولاً إلى المتنبي وأبي فراس الحمداني وأبي العلاء المعري.‏

وفي عصرنا الحديث ظهرت الرومانسية فجددت كثيراً في لغة الشعر وأغراضه.‏

ومن أبرز رواد المدرسة الرومانسية في الشعر العربي أبو القاسم الشابي، محمود سامي البارودي، جبران خليل جبران، وصفي قرنفلي، وبعد أفول شمس الرومانسية ظهرت الكلاسيكية الجديدة ومن أبرز أقطابها أحمد شوقي، حافظ إبراهيم، خليل مطران، بشارة الخوري، بدوي الجبل، عمر أبو ريشة، نديم محمد، حامد حسن، محمد جنيدي، محمود سليمان الخطيب، يوسف الخطيب، وصولاً إلى ثورة الشعر العربي الحديث ومن أبرز رموزها بدر شاكر السياب، خليل حاوي، عبد الوهاب البياتي، أمل دنقل، محمود درويش، نازك الملائكة، يوسف الخال، أدونيس، أسعد الجبوري، أنس العباس، بندر عبد الحميد، منذر مصري، مناة الخير وسواهم كثيرون.‏

وأسمي وجهك المغلق الدفين‏

كوكباً‏

والقصيدة‏

هالة الفارس القديم‏

حول أيامك الجديدة‏

فالثورة السياسية كما جربناها على أرض الواقع العربي تسير على رجل واحدة إذا أوجَلَت من نظام البنى التقليدية ولم تجرؤ على أي صدام حقيقي معها.‏

إن الحداثة منظومة معرفية انقلابية تعيد صياغة العالم ورؤيته وترتيبه عبر منظور نظام معرفي جديد.‏

ليست مهمة الشعر الحقيقي إلهاب حماسة الجماهير الذي سرعان ماينكس ويرتكس أمام أي نكسة سياسية بل إن مهمته الحقيقية هي إعادة صياغة وعي وثقافة الجماهير وتثقيفها حضارياً وأدبياً وسياسياً.‏

يجب الانتباه إلى أن ثورة الشعر العربي الحديث تواكبت مع صعود المد القومي التحرري وتنحسر بانحساره.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية