|
آراء لم يأت « بابا نويل « كعادته حاملاً على كتفيه كيس الهدايا .. وخلافاً لما اعتقد الأهل أنه تأخر لسبب أو لآخر ،فهو لم يأت ، فقد اغتاله المجرمون في مدخل حارة فقيرة وهو يتهيأ لتوزيع هداياه على أطفالها . محطتا العربية والجزيرة ، اتهمتا رجال الأمن بقتله ، و أم الطفل الشهيد «ساري ساعود» أكدت أنها رأت المجرمين يسفكون دم « بابا نويل « قالت : «رأيتهم ، هم أنفسهم الذين قتلوا ولدي ساري » ـ 2 ـ ياصديقي .. في ليلة رأس السنة ، هل سنسهر معاً في مقهى ، أو مطعم عند كتف الجبل ؟! القتلة ياصديقي عند الأبواب ، وعلى مفارق الطرق ، وفي الحدائق التي تلونت ورودها بدماء بابا نويل . ـ 3 ـ سألني صديق أطلق القتلة الرصاص على ولده ، فانساح دمه أمام منزله : « هل يعتقد قتلة الأطفال والرجال والنساء في دمشق وفي كل المدن السورية أن هذا يقرّبهم من الله ، وأن الله سيكرمهم بحور عين تتمدد أجسادها الباذخة بالشهوة على الأسرّة ، ومن حولهن موائد تزدحم بالخمر والأعناب والرمان ؟!» ما يحدث في بلادنا مؤلم ، أي دين يبرر ماحدث في كفرسوسة وحمص وحماه وجسر الشغور، و، و... ؟! أعتقد أن المسافة الزمنية بيننا وبين نهاية الأمة ليست بعيدة .. دمشق آخر خنادق العروبة .. وعندما تسقط دمشق تغرق الأمة في ظلمة. ـ 4 ـ سألني رجل في بروكسل :» هل يحلل الإسلام قتل الإنسان لأخيه الإنسان؟! مايثير في السؤال هو شواهده الكثيرة ، هذا الرجل الذي سألني ، فقد في العراق ولده الطبيب ، لم يكن عسكرياً ، ولم يكن من جنود الناتو ، كان برفقة عراقيين أصدقاء له في أحد شوارع بغداد ، فجأة ..جاء انتحاري بسيارة ، وفجّر نفسه داخلها فقتل أطفالاً وشيوخاً ونساء ، وتهدمت مبان ، ومحلات تجارية ، وتحول الشارع إلى مايشبه الجحيم . ـ 5 ـ بصراحة .. لم تفكر أنظمة النفط أن تؤسس لدولة الإسلام ، ولا لدولة العرب ، ولالدولة المواطنة التي يكون فيها الجميع ، ومن كل الأطياف ، والأجناس، والأفكار ، والأحزاب ، والأديان ، والطوائف سواسية أمام القانون ، وسواسية أمام استحقاقات الوطن الوطنية والقومية ، وأن يكون المواطن الأكثر عطاء لوطنه فيها هو المواطن الفاضل.. للأسف ... تلك الحكومات تربعت على كراسيها باسم الدين ،وحاربت الدين والكرامة القومية والوطنية نيابة عن الغرب والصهيونية ،وهاهي اليوم تحارب سورية كما حاربتها من قبل لأن سورية تختزن ثقافة الأمة ، ونبض المقاومة ، ومشروع المواجهة للمشروع الصهيوني. ـ6 ـ في أقل من عام ،حدثت في بلادنا انزياحات حادة أخذت العالم العربي ، إلى حالة نجهلها، أو بالأحرى لانستطيع أن نتنبأ بأبعادها ، وهذا النوع من القلق ينقل الناس إلى مايشبه الاكتئاب ، أو العطالة النفسية التي تفصل كل شيء عن جوهره ، لتقتل الفرح في عيون الأطفال والرجال والنساء . يقولون:» إنه الربيع العربي « يقول كاتب صهيوني « مافعلته الفضائيات في العالم العربي عجزت عنه كل حروبنا ، لقد أحدثنا انقلاباً جذرياً ، حتى في علاقة العربي بزوجته وأطفاله وفي نظرته إلى الحياة ، العالم العربي بات حكاية من الماضي ، والإسلام سيكون حكاية تنهض على كراهية المسلمين لأنفسهم ، وكره العالم لهم ، لقد نجحنا في تحويل الإسلام إلى ألف نوع ، أنواع تتصارع كما تتصارع الأفاعي. ـ7ـ ياصديقي : تهيأ ..لنفرح في ليلة رأس السنة بالرغم من الدم الذي لم يجف في كفر سوسة ، وفي أغلب المدن السورية ، تهيأ للسهر والفرح ، لنهزم إرادة التخويف بإرادة الشجاعة ، سندور الشوارع والحارات ، وسنزور الأصدقاء والأقرباء ، ونتمشى في قلب المدينة وفي أطرافها ، فرصاص القتلة لن يخيفنا، سنقاوم رصاصهم بشجاعتنا. يقول الجنرال ديغول للرئيس الراحل جمال عبد الناصر : « كنت على يقين أن فرنسا ستنتصر على النازية بعد سقوط باريس ، لأن الفرنسيين ظلوا يمارسون حياتهم اليومية كالمعتاد ، يذهبون إلى المسارح والملاهي والمكتبات ، ويتنزهون على ضفاف السين مدفوعين بإرادة حب الحياة |
|