|
دمشق- سانا
وركز الخطيب بعد غياب عن موسم مديرية المسارح على إبراز إنسانية مفهوم الوطن عبر اللعب على مفردات الحكاية التي صاغها الكاتب الأميركي عن تاجر سلاح يقوم بتزويد جيش بلاده بقطع كاسدة لسلاح الطيران ما يتسبب بموت 21 طياراً ليقع في نهاية الأمر أمام مساءلة أخلاقية تضعه وجهاً لوجه مع ابنه الثاني كريس الذي يتساءل بدوره عن مصير أخيه لاري المفقود في الحرب بعد أن تدور الشكوك حول نهاية حياتها بسبب صفقة الأسلحة الفاسدة التي يتعهدها أبوه من مصنعه الخاص. ووضع الخطيب معادلاً درامياً لافتاً على صعيد إدارة شخصياته على الخشبة تاركاً الفسحة لممثليه للعب على طاقة الصراع الموجود في النص الأصلي حيث ينتمي عرض كلهم أبنائي إلى العروض التي تفضح قيم المجتمعات الغربية بعد الحرب العالمية الثانية وميلها غير المسبوق إلى الربح وتمجيد الاستهلاك على حساب قيم ومبادئ الفرد ليكون الإنسان في مجابهم مستمرة بين أخلاقه وتوحش الرأسمالية المعاصرة. ونجح العرض في شد الجمهور إلى حكايته على مدار ساعة وربع برزت خلالها مقاربات عديدة للنص الأصلي بإحالات راهنة عن قلق العالم من تزايد الهيمنة الأميركية على معاني النبل والتضحية لتعري المسرحية في النهاية سيطرة رؤوس الأموال الغربية على ضمير الإنسان ساحقة إياه تحت عناوين المصلحة والابتزاز ولتدفع شخصية الأب في العرض للإقدام على الانتحار بعد أن يقرأ رسالة ابنه الغائب التي تثبت أن فساده ورغبته العمياء لامتلك المال كانت سبباً في قتله. |
|