تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هواجس .. إطلالة على سورية 2-3

عن الأسبوع المصرية
منوعات
الخميس 29-12-2011
سناء السعيد*

أفتى العالم الجليل الداعية والفقيه الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي بفتوى غريبة أباح فيها للسوريين أن يطلبوا من دول أجنبية التدخل في بلادهم.. أي أنه أراد إلحاق الأزمة في سورية بالتدويل وهو ما جبلته أميركا وأكدته «كلينتون» صراحة عندما دعت الجامعة العربية إلى أخذ زمام الموقف وتحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن .

أي أن الشيخ الجليل يقوم بالتحريض الواضح للتدخل الخارجي في سورية باسم السوريين الذين يعبرون يومياً عن رفضهم لذلك ولم يفوضوا أحداً بالتحدث باسمهم.‏

فتوى غريبة الطابع ولاسيما خروج الشيخ ليقول إن موقفه من النظام السوري كان واحداً من أهم العوامل التي دعت الجامعة العربية لاتخاذ موقف متشدد من النظام.‏

العالم الجليل الذي يمثل موقع رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ظهر بفتواه تلك في ثوب مخجل لا أعلم كيف أمكن له أن يرتضيه لنفسه؟ فتوى عجيبة شائنة حدت بالبعض إلى أن يصنفه مفتياً للناتو، فالرجل يدين بما يدين به الغرب، ولقد سبق له أن دعم تدخل حلف الناتو في ليبيا وأعطى بذلك الشرعية لمهمة الحلف المثيرة للجدل في هذه البلد، بل دعا في رسالة وجهها عبر قناة الجزيرة الجيش الليبي للتحرك وقتل القذافي!!‏

الشيخ الجليل تبنى بند المعايير المزدوجة وبالتالي لم يدعم الانتفاضة الشعبية في البحرين وتباهى في ذلك مع خط دول الخليج الذي ربط الأحداث في المنامة بالطائفية وبالدور الإيراني، من أجل هذا غدا « القرضاوي» مشكوكاً في مصداقيته بعد أن سقط بحكم فتاواه المغرضة.‏

كان يتعين على الشيخ الجليل أن يدعو إلى التهدئة ... إلى المصالحة والحوار.... كان ينبغي عليه أن يدعو إلى أن تتجاوز سورية الظرف الراهن بما يحفظ عليها استقرارها وتماسكها الداخلي ويعزز دورها في صف المواجهة والممانعة... ولكنه أبى إلا أن يشرع سلاح الاستقواء بالأجنبي على حساب الأشقاء... ويردد التساؤل: كيف لعالم إسلامي متفقه في الدين أن يستعين بالمشركين؟‏

إنه بذلك يكون قد خالف صحيح الإسلام وأفتى بما يخالف مصلحة الوطن ويقف ضد الدين والأمة الإسلامية.‏

بدلاً من أن يستعين الشيخ الجليل بالله ويركن إليه، يمّم وجهه صوب الناتو... استعان بالكفار ضد بلد إسلامي، لجأ إليه كحكماء وصنفهم كأوصياء على المنطقة وطلب منهم العون ، أليس هذا كفراً بواحاً وردة جامحة؟‏

كان من المفترض أن يكون الشيخ الجليل سياجاً لدينه من عبث العابثين ولكنه خلط الأوراق وسلم مقاليد أمورنا ونفوسنا لأعداء الله ولم يدر أنه بفعلته هذه ساعد على تفكيك الأوطان وتدمير الدين.‏

يتعين على الشيخ الجليل- العالم بأمورالدين وبقضاياه الفقهية التكفير عن خطأ ارتكبه وأن يتوب إلى الله عسى أن تقبل توبته.‏

وللحديث بقية‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية