|
معاً على الطريق بيعت بالمزاد العلني مؤخراً السجادة التي كان الأطباء ينعشون (مايكل جاكسون) عليها أثناء اصابته بغيبوبة كما بيعت بعض أشيائه الشخصية بمبالغ باهظة ذاك المسخ الذي لعبت مباضع الجراحين بتغيير لونه وسيمائه ذاك الذي ما إن يصعد على خشبة المسرح حتى يتكوم حوله الجمهور كتلة واحدة مختلطاً بعضها في بعض لا ترى سوى الرؤوس تنبلج منها الهتافات والأيدي تلوح بالاعجاب كأنهم سكارى وما هم بسكارى. في التسعينيات والمرافق يجول بنا على معالم ولاية (يوتا) الأميركية توقف بنا في حضن الجبل ومد يده متباهياً إلى بناء أنيق قائلاً: - هذا البناء لمايكل جاكسون - أيقيم هنا؟ - لا هذا واحد من استراحاته لم يكن ما يكل جاكسون يعنيني في شيء لا بشكله ولا بصوته إلا إذا كنت جالساً مع مجموعة يتابعونه على شاشة التلفزيون فأتابع معهم بشيء من الفضول حتى نيويورك في 11 أيلول 2001 تلك التي استغلتها «اسرائيل» وكان شارون أول من أطلق عبارة (الارهاب الاسلامي) التي تبناها دبليو بوش. كانت انتكاسة أميركية بالفعل بمعنى أنها كسرت عينها وأفهمتها أنه لكونها دولة عظمى بل الأعظم في العالم غزيت في عقر دارها وما يهمني في الموضوع أنني تابعت على احدى شاشات التلفزيون مايكل جاكسون يقود فرقة موسيقية مرفقة بمجموعة مغنين فأدى أغنية رثاء جعلني أحس بعبقريته. «إسرائيل» مثلما تستغل (انتصارات ) أميركا تستغل (انتكاساتها) لتكون الرابح الوحيد في كلتا الحالتين وليس بدعاً أن نقول إننا لسنا قادرين أن نفصل (ولو بحد السكين) بينها وبين أميركا. ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا إن أميركا بعظمتها مخزن أساس «لاسرائيل» زاخر بالسلاح والمال والمواقف السياسية (كحق الفيتو) وبكل ما تشتهي. في الآونة الأخيرة نحن أمام حدثين مهمين موعودين: الأول هو انسحاب الجيش الأميركي من العراق مخلفاً عدداً من الجنود (لحماية) العراق من الفوضى وعدداً من الأذناب ممن جاؤوا على ظهور الدبابات ليكونوا صلة للوصل. وفي ندوة تابعتها مؤخراً على إحدى الشاشات تحلل أسباب غزو العراق في آذار 2003 رأى بعضهم أن أسباب الغزو ملفقة ورأى آخرون أنها ضرورية قالوا كل شيء عن الخسائر في الجنود والأموال وأبناء الشعب العراقي إلا الحقيقة الأهم وهي حماية «اسرائيل» وتحصينها بعد تحييد مصر بكامب ديفيد والأردن بوادي عربة وياسر عرفات بأوسلو. والحدث الثاني هو اطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال باختيار أسرى أوشكوا أن ينهوا محكوميتهم (حوالي 18 سنة أقل أو أكثر بقليل) ومن جرائمهم لا تصل إلى حد قتل عدو ولو كان دفاعاً عن النفس وبقي من تبلغ محكوميتهم عشرات السنين بل المئات وماطلوا في اطلاقهم حتى أزف الليل بالحافلات كي يمل أهلهم الذين ينتظرون ويهزجون منذ الصباح إنه حدث تتجلى فيه سادية الكيان الصهيوني وغطرسته مدعوماً من أميركا ونحن دائماً مختلفون هذا يقول الدجاجة من البيضة وذاك يصر أن البيضة من الدجاجة. Anhijazi999@gmail .com |
|