|
حدث وتعليق أو أن هناك نيات مبيتة لإفشال تلك المهمة باختلاق ذرائع مختلفة وتحميل القيادة السورية مسؤولية ذلك الفشل, وما سيتبعه من تداعيات سلبية, وهذا ما ستحدده الأيام المقبلة . نحن لا نريد استباق النتائج, ولكن مواقف الجامعة العربية وقراراتها الظالمة بحق الشعب السوري حتى الآن تجعلنا ننتظر, خاصة وأن هناك بعض الأطراف العربية المنغمسة حتى النخاع في المؤامرة, ما زالت تلهث وراء تدويل الأزمة, وتريد من هذه البعثة أن تكون مجرد أداة ضغط إضافية لاستجلاب التدخل الخارجي عبر البوابة الأممية, بعد أن فشلت الدول الاستعمارية بتحقيق غاياتها العدوانية . أعضاء البعثة موجودون الآن على الأرض, وشاهدوا بعض الخراب الذي خلفته العصابات الإرهابية المسلحة بالممتلكات العامة والخاصة, وسمعوا من الأهالي كيف يجبرهم المسلحون بقوة السلاح على إغلاق محالهم التجارية, وإخلاء الشوارع والساحات, وسمعوا منهم كذلك عن استهداف أولئك المسلحين للمدنيين الآمنين, وكل ذلك حقائق جهدت قنوات العدوان الإعلامي منذ البداية على قلبها رأسا على عقب, وشوهت الحقائق بشكل فاضح لتكون شريكا أساسيا بسفك الدم السوري. من واجب مراقبي الجامعة الآن تأكيد تلك الحقائق بكل صدقية وموضوعية, ونقل حقيقة ما شاهدوه وسمعوه عند إعداد تقاريرهم الدورية بكل أمانة, وهذا سيساهم في نجاح المهمة الموكلة إليهم, وسيساعد في إيجاد الوسائل الكفيلة بوضع حد لجرائم تلك العصابات, لأن ما يجري الآن ليس له علاقة لا من قريب أو بعيد بالمطالب الإصلاحية المحقة, وإنما هدفه إغراق البلد بالفوضى وإدخاله بدوامة عنف دائمة لن تتوقف طالما هناك جهات خارجية تعمل على تأجيجها وتسعير نيرانها بكل السبل. البعثة العربية أشادت بالتعاون السوري, وهذا أمر طبيعي, لأن سورية حريصة على تسهيل مهمتها من أجل نقل حقيقة ما يجري, ونجاح عمل البعثة هو مصلحة سورية بالدرجة الأولى, لا سيما بعد أن انتقل المتآمرون إلى مرحلة جديدة في تصعيد إرهابهم, والتفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا دمشق يوم الجمعة الماضي ربما يكونان بداية هذا التصعيد, وهما الآن برسم الجامعة العربية, فهل ستكون تلك الجامعة على قدر المسؤولية, وستساعد سورية بالفعل على الخروج من أزمتها, أم سيكون لها حسابات وغايات أخرى ؟. |
|