|
مجتمع ما يعرضهم لضغط نفسي ، ويضعهم بين نارين ، فمن جهة قدراتهم المحدودة ، ومن جهة أخرى المطالبة بالتفوق والتميز ، وأمام العلامات المتدنية التي يحققها الأبناء يشعر الأهل بالاحباط والخيبة ، فيلجأ البعض إلى اللوم والتقريع وأحياناً يصل الأمر إلى الضرب. فكيف يمكن تحقيق التوازن بين توقعات الأهل وبين انجازات الأبناء ؟ سؤال توجهنا به إلى الاختصاصية التربوية فريال حمود ، والتي حدثتنا قائلة : ترتبط توقعات الأسرة حول الانجاز التحصيلي للأبناء بعدة عوامل منها : 1- أهمية الانجاز التعليمي والتحصيلي بالنسبة لها. 2- مستوى ما توفره من تسهيلات لهم لتحسين أدائهم المدرسي . 3- مدى التزامهم بموضوعاتهم الدراسية داخل المدرسة والمنزل. حيث إن الكثير من الأهل يقدمون حسبما -يعتقدون - ما يستطيعون من امكانيات للأبناء ويجدون أنهم لا يوظفون الوقت والطاقة اللازمين بالشكل الذي يرونه أنه مطلوب لتحقيق النجاح بمختلف مستوياته في التحصيل الدراسي ، وبذلك فهم ينتظرون صدور النتائج حتى يكافئوا أو يعاقبوا أبناءهم . وتتابع حمود بقولها : إلا أن الانجاز المدرسي لا يرتبط فقط بالامكانات المتوفرة بالمنزل ، فقط تتوقع الأسرة أن مجرد تأمين المتطلبات المادية لأبنائهم ، كافٍ لهم ليقوموا بواجباتهم الدراسية على أكمل وجه ، وهذا ما يجعل النتائج غالباً تخالف توقعات الأسرة ، كما أن قلة إطلاع الآباء على الانجازات المدرسية للأبناء خلال أيام العام الدراسي والانتظار حتى النتائج الفصلية أو النهائية، قد تصيب توقعاتهم بالاحباط اضافة إلى أن ضعف تواصل الأسرة مع المدرسة لمعرفة الأوضاع الدراسية لأبنائهم يجعل توقعاتهم كما يرغبون هم، وليس كما هو واقع ، لذلك تخيب آمالهم في نتائجهم التحصيلية. وترى حمود أنه لتحقيق التوازن بين توقعات الأسرة ومستوى الانجاز التحصيلي للأبناء ، أن يجعل الاهل توقعاتهم واقعية من خلال متابعة المسيرة الدراسية لهم بشكل دوري ، أو العمل على معالجة التقصير في المواد الدراسية التي يعاني منها أبناؤهم بالتدريب والمتابعة ، إضافة إلى التواصل مع المدرسة والمعلمين لمعرفة المستوى الدراسي لهم والاستفسار عن كيفية تلافي تقصيرهم، والتشجيع الدائم لهم ومساعدتهم على تحمل المسؤولية تجاه واجباتهم المدرسية ، حيث ان هناك العديد من الأساليب التي يمكن للأسرة أن تستعين بها للتعامل مع أبنائهم حسب أعمارهم ومراحل نموهم وبيئة الأسرة نفسها، وذلك باستشارة المرشد الاجتماعي أو النفسي في المدرسة . وللمدرسة دور هام في توجيه الأهل والتواصل معهم ، من أجل معالجة خيبة أملهم تجاه الانجاز الدراسي للأبناء عند صدور نتائج الامتحان ، حيث يستلزم أن تغير المدرسة طريقها التقليدي في إرسال النتائج في "الجلاء المدرسي" إلى الأسرة ، وفيه خطوط حمراء تحت العلامات المتدنية للمواد لأن ردة الفعل تختلف من أسرة لأخرى وفي طريقة تعاملها مع الموقف ، فاللوم والعقاب والتقريع والضرب ، يؤدي إلى نتائج مؤذية لكل من الأسرة والأبناء ، لذلك على الآباء أن يعملوا على عدم منح فرصة للأخوة للتعرض لبعضهم البعض بالاساءة، عند إخفاق أحدهم في التحصيل الدراسي ، وتجنب المقارنة بين الأخوة ، لأن كلاً منهم له امكاناته وقدراته . وتنصح حمود الأسرة بمناقشة المشكلة مع أبنائهم ، والتوصل إلى اتفاق مناسب لأن ذلك يمنحهم الفرصة لتعديل إنجازهم المدرسي ، كما يتيح الفرصة للأهل لتعديل توقعاتهم منهم ، وهو غالباً ذو نتائج إيجابية على المدى القريب والبعيد |
|