تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رجــــــــــــال المــــــــرور .. جهود مضنيــة وضغوط نفســــية .. والحصــــاد في مهب الريح..

مجتمع
الخميس 12-2-2009م
فاتن دعبول

صحيح ما يقال: « إن لكل مجتهد نصيبا » ولكن يبدو أن نصيب رجال المرور من الأعباء هو الأكبر فتسع ساعات من الوقوف المستمرعلى مفترق الشوارع ليس بالأمر السهل ناهيك عن تعرضهم لتلوث عوادم السيارات ودخانها

وما قد يعتريه من آفات قد تصيب عموده الفقري من جراء وقوفه لهذه الساعات الطويلة -وللحديث شجونه عند رجال المرور‏

ساعات عمل ..طويلة وشاقة‏

فالشرطي هشام يقول: لايمكن تجاهل متاعب هذه المهنة فعدا عن ساعات العمل الطويلة (الشاقة) تأتي الصدامات مع أصحاب السيارات الخاصة منها والعامة فالمواطن رغم معرفته لقانون السير فهو مصر في حالات كثيرة على مخالفته، وعندما نريد أن نسجل له مخالفة نراه يقف متحديا ويمطرنا بوابل من الشتائم التي لاتليق .وواجب المهنة يتطلب منا أن نلتزم بآداب السلوك والتعامل مع المواطن بشكل لائق، ولكن هيهات أن تتم هذه المصالحة معه..‏

ولا أذيع سرا إن قلت: إن لا مكافآت ولا حوافز تضاف إلى رواتبنا رغم الجهود المضنية التي نتكبدها والأمراض التي نتعرض لها (آلام الظهر-الروماتيزم) -الدوالي وأحيانا نتعرض لحوادث سير أو الأذية من المواطن و مانطلبه أن يلتزم السائقون جميعا بقانون السير، وينظروا بعين الاحترام لشرطي المرور .. لأنه يقوم بواجبه ولاعداوة مسبقة بينه وبين المواطن...‏

الإرهاق النفسي ..يلازمه‏

ويبدو أن هذه المهنة قد تصيب صاحبها حتى في نفسه وأعصابه..‏

يقول الشرطي سعيد أعود إلى البيت وقد امتلأت نفسي بالمتاعب والشجون حتى أكاد انفجر لأي حدث مهما كان بسيطا لأن التعب يكون قد أخذ كل ما أملك من رباطة الجأش والهدوء فأنا مضطر حسب قواعد المهنة أن استوعب جميع السائقين على اختلاف طباعهم وأمزجتهم وتصرفاتهم التي تتفاوت بين اللباقة وعدمها..‏

والأهم من ذلك كله لايسمح لنا خلال فترة الدوام الطويل حتى بدقيقة واحدة لشرب كأس ماء وقد سجنت من أجل ذلك ثلاثة أيام‏

إنها مهنة متعبة، وشاقة، وقدأصبت من جرائها بالتهاب جيوب مزمن بتأثير عوادم السيارات وهذا يزيد الطين بلة‏

لكل المهن سلبياتها‏

أظن أني أحصد خطأ اختياري في دخول هذا السلك فنحن نقضي الدوام بين السيارات وعلى قارعة الطريق وفي مواجهات الناس.‏

والرواتب بعد ذلك قليلة جدا ولا تتناسب مع الجهد الذي نبذله وساعات العمل ونحن بعد ذلك نتعرض لحالات طوارىء واستنفار دون أن ننال من أجل ذلك مكافأة أو أي حافز يثلج قلوبنا وبعد سنوات الخدمة الطويلة أشعر أن التعب بدأ يأخذ مني مأخذا وأخجل أن أقول أول ما أفعله عند الوصول إلى البيت هو الاستلقاء بوضع يريح قدمي من التعب والوقوف المتواصل لكنها على كل حال هي مهنة ككل المهن لها سلبياتها..‏

وما يعزينا أننا نخدم الوطن واخترنا المهنة بملء إرادتنا لذا نحاول التأقلم والشعور بالرضى والفصل بين العمل والمنزل..‏

وللمهنة ..آثارها الصحية‏

وحول الإصابات الصحية التي قد تصيب شرطي المرور من جراء عمله يقول د. نذير شيخ الأرض اختصاص أمراض المهن.. قد يتعرض أصحاب هذه المهنة للعديد من الإصابات أهمها ضربات الشمس التي تترافق بارتفاع حراري وتعرق شديد وقد يغيب فيها عن الوعي هذا في فصل الصيف ..أما في الشتاء فالرشوحات والانفلونزا ..الكريب وأيضا التهاب الجيوب هي السائدة‏

لكن الأكثر خطورة من هذه الأعراض تعرض أصحاب هذه المهنة لقصور في التنفس أو التحسس الربوي قد يتحول إلى ربو مزمن في السنين المتأخرة‏

طبعا نضيف إلى ذلك ماقد يتعرضون له من حوادث سيارات أو تهجم من أحد السائقين ماقد يصيبه بجروح وكدمات أو أذيات عينية كثيرة..‏

وللتخفيف من هذه الآثار،يفضل استعمال الكمامات ولبس القبعات للوقاية من البرد..‏

إضافة إلى العناية بالتغذية والتركيز ما أمكن على تناول البيض والحليب وقضاء بعض الوقت في بيئة أكثر أمنا ونظافة‏

لاشك أن شرطي المرور هو مواطن يمارس مهنته وبالمقابل يتوجب على الآخرين تفهم عمله ومساعدته على القيام بواجبه على أكمل وجه والالتزام ما أمكن بتعليمات السير فالجميع معني بهذا الأمر وليس شرطي المرور وحده إلا وسيلة لتطبيق هذا القانون و لا عداوة مسبقة بينه وبين المواطن فلنكن عونا له وليس عدوا له..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية