|
مجتمع والتمكن من زمام قياده،ودفعه نحو مالايحمد عقباه كالإدمان أو الدعارة.. فقد لوحظ أن ضحايا هذين الطريقين - كما أكدت لنا رئيسة محكمة أحداث سابقة القاضية فتون الكردي-يعانون كيافعين من فراغ عاطفي كبير، بسبب انشغال أو فقدان الأبوين أوكليهما بالموت أو الطلاق .. هذا فقط على صعيد الأبناء، فماذا عن أبوين حاضرين غائبين لأنهما بالأساس لايحسنان الإصغاء لبعضهما بعضا،فكيف يصغيان بعد ذلك لأبنائهما، الذين لابد أن يصرخ كل واحد منهم في واد طالما أنه«لاحياة لمن تنادي».... فهذه على سبيل المثال وليس الحصر الفتاة ياسمين التي تركت منزلهم الكائن في مخيم اليرموك على إثر خلاف مع أهلها... وبعد أربعة أيام من هجرها بيت ذويها،التقاها المدعو محي الدين فأخبرته بغربتها عن أهلها، فما كان منه سوى أن اصطحبها معه إلى ديسكو الخمائل بالغوطة وهو الديسكو الذي يعمل في الأصل به وجعلها تقيم في غرفةالملابس فيه ثم صار يتحرش بها لممارسة الجنس معها، إلا أنها كانت تمانعه،وترفض إلى أن تمكن منها بالعنف والقوة وعندما تهربت منه، أعادها ثانية إلى الديسكو بقصد الزواج منها وفعلا أحضر شخصا وشاهدين ومثل عليها أنه قد عقد قرانه عليها بشكل شرعي ومن ثم تبين لها بعد فترة أن الشخص الذي عقد قرانهما ليس بشيخ وإنما هو من معارف مغتصبها، وعندما واجهت المعتدي عليها بالحقيقة خيرها بين أن تعود لأهلها فتذبح أو تبقى في الديسكو وتعمل كراقصة استعراضية فلم تجد الفتاة مناصا من العمل بالديسكو تحت اسم «كاترين» كما عملت بعدها بديسكو تروبيكانا ،وربوة الشام وفي تلك الأثناء،كانت الفتاة ولاء قدتركت منزل أهلها في مخيم اليرموك جراء خلافها مع خطيبها الذي أجبرها أهلها على القبول به، ولاذت بشخص يدعى سليمان اصطحبها بدوره إلى المزرعة التي كانت تقيم ضمنها الراقصة الاستعراضية «كاترين» مع المدعو محي الدين الذي احتال واعتدى عليها في غرفة ملابس الديسكو بداية وعندما لاحظت «كاترين» أن محي الدين يحاول إعادة الكرة مع ضحيته الجديدة ولاء، أخبرت ذويها بمكان وجودها فحضرت عناصر الشرطة إلى منزل في مخيم الوافدين كان محي الدين قد استأجره بعد أن سلب من ولاء ذهبها مدعيا أنه قد استأجره لها ليتزوجا ويقيما به.. وهكذا أحيل محي الدين بجناية الاغتصاب ومجامعة قاصر لعدة مرات إلى القضاء،وأصدرت محكمة الجنايات الأولى بدمشق مؤخرا بحقه القرار 630 في الدعوى أساس 496 الذي قضى بمعاقبته بوضعه بسجن الأشغال الشاقة المؤقتة مدة تسع سنوات على جناية المجامعة بطريق الاستغلال والخداع ونظرا للسبب المشدد المستمد من فض البكارة أصبحت عقوبته /12 عاما/ هذا مع حبسه سنة واحدة والغرامة ألف ليرة سورية عن جنحة الحض على الفجور، ودغم العقوبات مع بعضها وتنفيذ الأشد. والسؤال الجدير بالطرح الآن: هل كانت ياسمين وولاء تصلان إلى هذه النتيجة لو توفر لهما من يصغي لهما بالأساس داخل الأسرة؟! .. الأستاذ فؤاد العقباني من شبيبة الثورة : إن الاستماع للآخر والانصات له ثقافة بحد ذاتها ..وحكمة الله أن خلق للإنسان أذنين ولسانا واحدا كي يسمع ضعف ما يتكلم.. والمفارقة أن البعض منا عندما يستمع لغيره، إنما يهيىء لثورة غضب في داخله يطلق عنانها في وجه من يخالفه وجهة النظر مع ملاحظة أن الصوت المرتفع ليس دليلا على صحة الرأي مع الأخذ بعين الاعتبار العمر العقلي والزمني للمتلقي والاستماع لوجهات النظر والآراء المخالفة لرؤانا واحترامها كآباء ومربين. والحقيقة التي لابد أن يدركها الجميع أن الإنسان عندما يولد يحتاج لعام واحد حتى يبدأ بالكلام ولكنه يحتاج لسنوات طوال ليمتلك ثقافة الاستماع والقدرة على الاصغاء .... |
|