|
ثقافة في استهلال استباقي وقائي يكتب قائلاً: هذه الرواية خارج حدود المكان - الزمان - التاريخ حدثت، لم تحدث وقد تحدث هي حقيقية، وليست هكذا، وما فيها من شخصيات، تفاصيل مستمدة من الخيال داخلة فيه، خارجة منه، خاضعة له، متمردة عليه. هذا الاستهلال ليس مقنعاً على الاطلاق فهي في المكان والزمان وتجري في كل مكان، وربما سخونة الحدث الذي أراد أن يعالجه فنياً جعلته حذراً بعض الشيء متوتراً في رؤاه الفنية وتقديم شخصيات فنية لا تحمل عمقاً حقيقياً وربما كانت ملامحها غائمة، وهذا حقه ككاتب أن يبني أقنعة يخفي وراءها ما يريدنا أن نبحث عنه. الرواية تقبض على فترة زمنية حافلة بالأحداث والمتحولات وتحاول أن تقدم ملامحها بالتورية حيناً وبالتصريح أحياناً أخرى (بيضاء .. بيضاء) رواية تنتمي إلى كل بقعة في العالم يعشش فيها الفساد، ولو كتبها أعظم الروائيين سيبقى حبيس القرب الزمني ومحاذيره، وهذا ما يسوغ للروائي الميل إلى الاختزال وتقديم رواية عن الرواية الحقيقية التي سنراها ذات يوم. اليابان.. رؤية من الداخل كتاب جديد صدر عن دار التكوين في دمشق، ترجمه إلى اللغة العربية: محمد عضيمة.. وهو من تأليف: كاتوشو إتيشي، ويأتي هذا الكتاب ضمن سلسلة الإصدارات التي تخصصها الدار للاطلاع على الأدب والفكر الياباني من الداخل، ولاسيما أن المترجم الشاعر محمد عضيمة عاش في اليابان ودرس في جامعاتها واحتفى بأدبها وثقافتها. أما كاتو شو إيتشي صاحب الكتاب فهو من مواليد سنة 1919م تخرج طبيباً في جامعات طوكيو، واهتم بالثقافات وتاريخها، رئيس تحرير موسوعة اليابان الكبرى، اشتهر في الإعلام الياباني بمواقفه النقدية واستقلاله الفكري توفي شتاء 2008م. |
|