تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رحلة الكتاب السوري عام 2008 ..

ثقافة
الخميس 12-2-2009م
لما المسالمة- عمار النعمة - رانيا الحسن

حصــاد غيـــر وفيــر

في ظل الموجة الكبيرة التي تجتاح العالم من وسائل الإعلام المتلفزة والمسموعة ، إضافة لوسائل الاتصال الحديثة كالإنترنت التي تميزت بالتفاعلية والقدرة على تبادل الأدوار بين الكاتب والقارئ من خلال الميزات التي يحملها النص الالكتروني ، بات الكتاب في نسخته الورقية على ما يبدو في خطر، وخاصة مع ذلك التراجع الذي يشهده الإقبال على القراءة وانحسار الاهتمام بالقراءة واقتناء الكتاب في ضوء وجود النصوص المجتزاة على الإنترنت، وبالتالي يجد القارئ ما يبحث عنه في دقائق بدلاً من أيام، إضافة لعملية النشر الالكتروني التي تتضمن تحويل كتب من ألفها إلى يائها إلى ملفات مضغوطة يمكن تحميلها في دقائق أو ساعات والاحتفاظ بها فيما بعد على أقراص مضغوطة دون الحاجة للبحث عن مكان لها في منزل، لكن مع كل هذه الظروف يبقى الكتاب له مكانة مقدسة لدى الناس ويبقى اقتناؤه مطلوباً ولو من باب العادة فما هو الكتاب الأكثر مبيعاً في عام 2008 لدى دور النشر؟ وما الصعوبات التي تواجهها في تسويق ما لديها؟ نحاول في هذا الاستطلاع الوقوف على بعض الإجابات لدى المعنيين بالأمر.‏‏‏

- سامي أحمد مدير عام دار التكوين: أدونيس على رأس القائمة إن الكتب الأكثر مبيعاً هي محاضرات الاسكندرية لأدونيس وكتابان آخران عن أدونيس هما «الأسطورة في شعر أدونيس» أطروحة دكتوراه في طهران «ومقام التحول» هوامش حفرية على المتن الأدونيسي وجميعها مؤلفات باللغة العربية وهناك رواية تركية مترجمة إلى العربية تحمل اسم «عروس بلا طرحة للقصر الجمهوري» للروائي التركي خليل أوزجان.‏‏‏

وأضاف السيد أحمد حول معاناة دور النشر لتسويق الكتب والمشاركة في المعارض:‏‏‏

إن الكتاب لا يزال يعاني من الجمارك المرتفعة بين الدول العربية والرقابة الدائمة فيما يتعلق بالمشاركة بالمعارض الخارجية إضافة لارتفاع أسعار الأجنحة في بعض الدول العربية ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الكتب وغلائها على القارئ، أما بالنسبة للمعارض الداخلية فالمشاركة معدومة لأنها فاشلة بسبب عزوف الناس عن القراءة وهذا مرده انهيار الطبقة الوسطى التي يؤدي انهيارها إلى انهيار الثقافة في المجتمع كما أن إنتاج ثقافة استهلاكية يلعب دوراً في توجه القارئ لكل ما هو سطحي وبعيد عن الفكر، فالمطلوب من دور النشر هو خلق قارئ نوعي كما أن المطلوب وجود من يعملون في المنابر الثقافية لمصلحة الثقافة بدلاً من عزل الكتّاب الجادين عن مسرح الكتابة.‏‏‏

في ظل ما يعانيه الكتاب من هذه المشكلات قمنا بإنجاز موقع الكتروني للدار ساهم قليلاً بترويج الكتب إضافة للمشاركة في المعارض الخارجية.‏‏‏

صهيب الشريف المسؤول الإعلامي في دار الفكر: فلسطين المتخيلة احتلت أربعة كتب صادرة باللغة العربية إضافة لكتاب مترجم عن الروسية، الصدارة في مبيعات الدار وهذه الكتب هي «ثقافة في الأسر» ، «فلسطين المتخيلة»، «أوراق العمر» و «التقارب السني- الشيعي» إضافة لكتاب «حقول ألغام السياسة» الروسي.‏‏‏

أما الصعوبات التي نعانيها فهي ترتبط بارتفاع السعر العالمي للورق مايؤدي لارتفاع سعر الكتاب كما أن الاشتراك في المعارض الخارجية مكلف جداً والجمارك مرتفعة، وأجور الشحن و البريد أيضاً مرتفعة إضافة لعدم وجود مؤسسات توزيع خاصة سواء محلياً أم عربياً وعدم وجود القدرة على التحويل النقدي بين الدول العربية، فالكتاب سلعة فكرية لا تتحمل هذه التكاليف.‏‏‏

بالنسبة للمعارض فإن الكتاب لا يتحمل تكاليف الإعلان المأجور وهناك حالة غياب لمجلات مراجعة الكتب الصادرة حديثاً لذلك في هذه الظروف تصبح المعارض هي الوسية الأفضل وخاصة أن وسائل الإعلام المرئية لا تخصص برامج ثقافية للتعريف عما يصدر من كتب جديدة فلو منحت الثقافة عدد ساعات موازياً للرياضة لأصبح الأمر أفضل.‏‏‏

فالكتاب يعاني من مشكلات كبيرة بسبب المنافسة مع الانترنت والنشر الالكتروني والقرصنة وخاصة أن النشر الالكتروني تجاوز المسافات وأجور الشحن والزمن والتخزين وسرعة المعالجة التي قفزت قفزات نوعية ومع ذلك فإن العصر القادم هو عصر النصوص الإبداعية «القصص والرويات».‏‏‏

دار أسامة- زوربا في المقدمة:‏‏‏

تنشر دار أسامة الروايات المترجمة وقد بدأت هذا المشروع عام 1999 ورأى صاحب الدار أن الرويات البوليسية لأجاثا كريستي وروايات زوربا والبؤساء وذهب مع الريح هي الأكثر مبيعاً لعام 2008 وهو لا يعاني أي مشكلات أو صعوبات لا في التسويق ولا المبيعات ولا المعارض.‏‏‏

**‏‏‏

الكتــــــاب بـــــلا جلــــيس... والأبــــــراج تتصــــــدر المبيعــــــات‏‏‏

مكتبة النوري : كتب الأبراج‏‏‏

عموماً في بداية العام يتزايد الطلب على كتب الأبراج والكتب الدينية لأنها عصب الثقافة السائدة وحسب المناسبات المتعلقة بها والكتب السياسية متعلقة بالأوضاع الحالية والأحداث السائدة.‏‏‏

فمثلاً الكتب المتعلقة بالعراق العربية منها والمترجمة كلها أو أغلبها بيعت.‏‏‏

الكتب الثقافية: الروايات يوجد مجموعة محددة من المهتمين والروايات المترجمة هي المطلوبة وخاصة كتب أمريكا اللاتينية باولو كويلهو - ايزابيل الليندي - ماريو برغاس يوسا - غابرييل - ماركيز ، أما كتب الشعر فهي محددة جداً ومرتبطة بأسماء مشهورة كانت وما زالت الأكثر مبيعاً (محمود درويش -نزار قباني) وقليلاً عمر الفرا، أما الشعراء المحليون فلا يوجد طلب عليهم أبداً.‏‏‏

وسبب ازدياد الطلب على كتب الأبراج والتوقعات والطب الطبيعي هو الإعلانات الموجودة بشكل يومي على شاشات الفضائيات واللجوء إليها بسبب الضغوطات الاجتماعية والعاطفية.‏‏‏

أما سبب انخفاض مستوى القراء فهو التكنولوجيا والإنترنت وغياب العلاقة بين الطفل والكتاب وتوجيه الطفل من قبل الوالدين.‏‏‏

نوبل: الأبراج والفلك...‏‏‏

أكثر الكتب مبيعاً وخاصة بداية العام هي كتب الأبراج وتوقعات الفلك.‏‏‏

الروايات العالمية المترجمة الحائزة على الجوائز (نوبل) أو في المؤتمرات الثقافية العربية.‏‏‏

والكتب التاريخية والسياسية المعاصرة للأحداث الحالية، وكتب العولمة.‏‏‏

أما الكتب الدينية فهي التي تحتوي على حداثة وفكر وطروحات جديدة.‏‏‏

النساء: نسبة لابأس بها متساوية مع الذكور ومهتمة بوضع المرأة وتقدم المرأة والتنظيمات النسائية.‏‏‏

أما الطلاب الجامعيون: فهناك طلاب يقرؤون بهدف التسلية أو لمتابعة اختصاص ما أو بهدف التثقيف الذاتي وهي قليلة وتوجد نسبة للكتب الثقافية ولكنها قليلة.‏‏‏

الشعر: مطلوب فقط الشعراء المشهورون والسبب هو أن الشعراء الجدد لم يستطيعوا حتى الآن أن يستحوذوا على ثقة القارىء كما يفعل (محمود درويش - ونزار قباني) (بدوي الجبل - إيليا أبو ماضي).‏‏‏

وأيضاً يوجد طلب لابأس به على الكتب التاريخية (حضارات المنطقة والتسلسل الزمني للحضارات في سورية).‏‏‏

والمتابعون هم عامة من كبار السن أما الشباب فاهتمامهم منصب على الكتب العلمية والمتعلقة بالإنترنت.‏‏‏

ولتشجيع القراءة يجب تأسيس الأطفال بالتشجيع على القراءة عن طريق الأهل والمدارس من خلال المناهج المدرسية.‏‏‏

ميسلون : طوق الحمامة‏‏‏

أكثر الكتب مبيعاً هي كتب الأبراج وتوقعات الفلك‏‏‏

الكتب الدينية لا بأس بمعدل مبيعاتها‏‏‏

كتب الشعر: محمود درويش ونزار قباني أسماء محددة فقط‏‏‏

شعراء محليون لا يوجد اهتمام أبداً والشعر المترجم لابأس به ، أما الكتب التي كانت ومازالت تحقق مبيعاً جيداً فهي الكتب التراثية (طوق الحمامة) لابن حزم الأندلسي وكتاب (ألف ليلة وليلة).‏‏‏

والنساء عموماً أقل اهتماماً من الذكور وإن وجدن تستهويهن الرواية والطلاب يطلبون فقط كتباً اختصاصية كل حسب اختصاصه بهدف الدراسة وليست الثقافة.‏‏‏

وسبب تراجع الإقبال على الكتب هو السبب المادي أي ارتفاع ثمن الكتب بما لايتناسب مع دخل الفرد.‏‏‏

مسألة بيع الكتب لاتأتي بربح كبقية المصالح الأخرى، إذ إن بيع الألبسة تكون نسبة الربح مضاعفة أما الكتاب فنسبة الربح ضئيلة ومرتبطة بدور النشر، فمثلاً كتاب سعره 100 ل،س الربح منه 10 ل.س‏‏‏

وبشكل عام لايوجد اطلاع والطلب على الكتب الثقافية قليل.‏‏‏

***‏‏‏

في ظل توفر التكنولوجيا الحديثة وغزو الفضائيات العربية عقول المشاهدين وسهولة الحصول على المعلومة من خلال الانترنت، يبدو أن الكتاب بات اليوم بلا جليس، فعلى الرغم من أن كنوز العلم والمعرفة تكمن في الكتاب وتخبئ به كل ما صنعته البشرية من فكر وأدب وفنون أصبح من النادر أن نجد أحداً يهتم بقراءة الكتاب أو اقتنائه ويبدو أنه من خلال جولتنا في دور النشر أن البعض حزين على ما آل إليه الكتاب إلا أن البعض لم يجبنا حتى على سؤال.‏‏‏

دار سعد الدين : نعتمد‏‏‏

على المعارض‏‏‏

وهي المختصة بكتب التراث «كتب التراث المحققة» ولانعتمد في بيعها على الأجزاء وإنما على المعارض الخارجية حصراً وأضاف صاحب الدار بأن أهم الكتب على مستوى المبيع والتحقيق في عام 2008 هي «الإيضاح في شرح المفصل لابن الحاجب، وشرح التسهيل لابن مالك» أما على مستوى التأليف «الكليات اللغوية للمؤلف حسان المصري» فقد أشار إلى أن الكتب المتوفرة لدينا هي ليست كتب للزبائن وإنما هي كتب أكاديمية ونحن نقوم بتقديم حسم مقداره 20٪ للزبائن لكن للأسف في وقتنا الحاضر لا يباع ويقرأ سوى الكتاب البسيط، أما الكتاب الثمين والغني بالمعلومات فلا يقرأ، بالإضافة إلى أن مشاركة بعض المرتزقة الذين يقومون بتجميع الكتب والمشاركة بها في المعارض الخارجية ما يؤثر ذلك على الكتب الجادة التي نقوم بطباعتها.‏‏‏

دار النمير: تاريخ التصوف في سورية‏‏‏

السيد حسن حسن تحدث أن دار النمير تقوم بطباعة 1000 نسخة لكل كتاب حيث كانت أكثر الكتب مبيعاً لعام 2008 هي «مختصر ابن كثير، وصفوة التفاسير» ولقد أصدرت الدار في عام 2008 مجموعة من الكتب القيمة كان أهمها منهجية البحث وهو من خمسة أجزاء وتاريخ التصوف في سورية أربعة مجلدات والواقع الفلسطيني في الرواية دراسة لغسان كنفاني وجبرا ابراهيم جبرا.‏‏‏

الآن تقوم الدار بطباعة كتاب «الأدوات النحوية» إضافة إلى المشاركة في الكثير من المعارض المحلية والخارجية، حيث تحقق بعض الكتب مبيعات جيدة في دول المغرب العربي وليبيا.‏‏‏

دار طلاس: كتب المذكرات‏‏‏

يعتبر الجزء الخامس من سلسلة كتاب «مرآة حياتي» للعماد أول مصطفى طلاس وكتاب «تحدي العولمة» للدكتورة ناهد طلاس العجة من الكتب الهامة التي أصدرتها الدار عام 2008، ومن أهم الاصدارات أيضاً: جولة في كتاب نولدكية «تاريخ القرآن» سعد الله الجابري رجل الاستقلال وبناء الدولة، الحصانة والملاحقة والتأديب في التشريع السوري، حلب بيت النغم، مختصر تاريخ الخلافة الإسلامية، الصوفية بين الوهم والحقيقة.‏‏‏

ويصدر عن الدار مجلتان فصليتان هما مجلة «الأمل» تعنى بالشؤون الثقافية صاحبها ومديرها المسؤول العماد أول مصطفى طلاس ومجلة «الرائد العربي» وتقدم الدار دائماً عروضاً وحسومات خاصة، فهناك كتب تخضع بشكل دائم لحسومات تتراوح بين 30و 50٪ إضافة للمعارض الفردية التي تقيمها لكتبها والكتب التي تقوم بتوزيعها بمناسبة عيد الجلاء ويوم الكتاب العالمي الذي يصادف في 23نيسان من كل عام وذلك في مكتبتها الكائنة في دمشق- مجمع فيكتوريا التجاري- بناء المصرف التجاري فرع 9 ولمدة شهر كامل وتقدم فيها حسومات للقراء.‏‏‏

هذا يعود إلى حاجةالقراء ومن الملاحظ أن الطلب يكون أكثر على كتب المذكرات والأعلام والكتب التاريخية عامة وتاريخ سورية خاصة هذا بالإضافة إلى الكتب الدينية.‏‏‏

-عدد النسخ التي نطبعها؟‏‏‏

تطبع الدار عادة 1000 نسخة من كل كتاب ولدى نفاد الكمية تعيد الطبعة إذا رأت أن حاجة السوق تتطلب ذلك وهناك كتب بلغ عدد طبعاتها تسع طبعات.‏‏‏

-هل تشارك الدار في معارض محلية وخارجية؟‏‏‏

تشارك الدار في المعارض الداخلية مثل معرض مكتبة الأسد والمعارض الخارجية التي تقام في الدول العربية.‏‏‏

- هل ما زال الكتاب ضمن إطار العرض والطلب. الكتاب مطلوب دائماً لما فيه من فائدة ونفع رغم أن هناك بعض الكتب الرخيصة غزت القراء بالأفكار المبتذلة البعيدة عن المضمون الهادف.‏‏‏

***‏‏‏

83 كتاباً إصدارات اتحاد الكتاب العرب!؟‏‏‏

أصدر اتحاد الكتاب العرب في عام 2008 مجموعة من الإصدارات وصلت إلى 83 إصداراً وقد تنوعت بين الدراسة والشعر والروايات والترجمة والقصص ومؤلفات خاصة بالأطفال واحتلت الدراسات المرتبة الأولى بين الإصدارات تليها القصص ثم الشعر والترجمة والاطفال والمكرمون والروايات.‏‏‏

وظهر في القائمة التي زودنا بها الاتحاد أنه أصدر سبعة اصدارات بمناسبة دمشق عاصمة الثقافة العربية وتراجع الاهتمام بالمؤلفات الخاصة بالأطفال إلى المرتبة ما قبل الأخيرة ورغم أن العصر الحالي كما يوصف بالعصر الذهبي للرواية العربية فلم يصدر الاتحاد سوى روايتين على الأقل من خلال القائمة التي حصلنا عليها.‏‏‏

ملاحظات:‏‏‏

عندما طلبنا قائمة بإصدارات اتحاد الكتاب العرب حصلنا على قائمة حتى الرقم 36 منها غير واضح فيها نوع الجنس الأدبي للمؤلف ويبقى علينا أن نخمن ما نوع المؤلف الأدبي وهذا إن دل على شيء دل على قلة الاهتمام بما يصدر الاتحاد وتناهى لأسماعنا أن جل ما يصدره الاتحاد من مؤلفات قائمة على العلاقات الخاصة وأن كثيرا منها لايستحق أن يكون من اصدارات هيئة كاتحاد الكتاب العرب وتحدث البعض عن سوء إدارة وتخبط أما عن الاصدرات الخاصة بدمشق عاصمة الثقافة العربية كانت دون التطلعات.‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية