|
معا على الطريق اشتريت سيارة (بيك أب) بلوحات زراعية واتجهت بها من حرستا إلى جيرود على الطريق القديم فاستوقفني شرطي بين دوما وعدرا وتلبّث عند دراجته النارية . قال لي صاحبي : ـ ترجل واعطه أوراقك. ـ عليه أن يأتي إليّ كما هي الحال في البلاد المحترمة . فتقدم الشرطي نحوي مكفهراً ومدّ يده، أوراقك .. قلت له وأنا أسلمه الأوراق: ـ ألم تجد غيري تستوقفه ؟ ـ ومن حضرتك ؟ ـ مواطن . ـ لماذا لم تقل من الأول ؟ وأعاد لي الأوراق دون أن يفتحها , كنت عائداً إلى البلد بعد غياب أربع سنوات (مدرساً معاراً في الجزائر) سألتُ صاحبي : ـ هل أصبح لكلمة مواطن هيبتها في بلدنا ؟ ـ أظن أن الشرطي فهم منها أنك رجل مهم . كان العرب في القرن الماضي رعية وبعد ظهور الأحزاب التقدمية ببلاد الشام ومصر والعراق في أواسط القرن صار الرعية مواطنين على الورق وفي الأدبيات السياسية لكنهم مازالوا في البلاد الأخرى رعية , ثم أخذ لقب جديد هو (الإنسان العربي) يترسخ للتوكيد أن العربي (إنسان) ولاشيء آخر . وإذا انتقلنا إلى القرن الحادي والعشرين نرى أن هذه المواطنية (الهشة) هي التي أوغرت صدر أمريكا والغرب وإسرائيل أن يدمروا العراق وجنوب لبنان , وغزة , وأن ينهنهوا الضفة الغربية ويهتكوا أستارها. anhijazi@GmaiL.com |
|