تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أي رأي آخر..تروج له فضائياتنا!!

فضائيات
الأحد 9/9/2007
سعاد زاهر

ظهرت الممثلة الأمريكية شارون ستون بضحكة مجلجلة على إحدى القنوات الفضائية العربية دبي (one )

من خلال برنامج الطبخ الذي تعده مارتا ستيوارت لتتغنى بإسرائيل وباكتشافاتها المذهلة لدى زيارتها لإحدى منظمات السلام الإسرائيلية...!ومضت دقائق وهي تتحدث عن الفرق بين ما تسمعه عن إسرائيل من وجود قتال أو ما شابه وبين الحقيقة التي اكتشفتها هناك ذلك حيث السلام والجمال .....!!!‏

وكثيرا ما كنا نرى على فضائياتنا (العربية , الجزيرة..)‏

العديد من الشخصيات الإسرائيلية, والتي كان ظهورها يواجه بداية بالاستهجان الكبير, إلا أن الأصوات المستهجنة خفتت مع مرور الوقت, وكأن ما سعت على هذا النحو بدأت بعض الفضائيات العربية تقدم ترويجا لإسرائيل, وأصبحت منبرا مجانيا لمسؤوليها يطرحون من خلالها وجهة النظر الإسرائيلية, وكأنهم بكل قدراتهم المالية والإعلامية والسياسية, وقدرة من يقف خلفهم من إعلام غربي وأمريكي بحاجة لمن يقدم لها هذه الخدمة.‏

ولأن الإسرائيليين اطمأنوا بأن ظهورهم في الفضائيات العربية قد أصبح حقا مكتسبا, فقد تحولوا في الفترة القليلة الماضية إلى الهجوم والتهديد والوعيد, وهو ما كانوا يتجنبونه سابقاً منذ ظهورهم لأول مرة في فضائية عربية عام 1996. وليس ببعيد اليوم الذي تستضيفهم فيه الفضائيات العربية ليعلقوا على الشؤون العربية ولنسمع وجهة نظرهم في أدق أمورنا.‏

بالمقابل نجد أن السياسة الإسرائيلية لا يمكن أن تسمح باستضافة أحد من قادة (حزب الله) أو (حماس) أو (الجهاد الإسلامي) أو (الجبهة الشعبية) أو غيرها في التلفزيون الإسرائيلي وتقديم منبر مجاني لهم كما تفعل فضائياتنا مع الإسرائيليين. و في أمريكا, أثناء الحرب على العراق جرى رفض التعاطي مع أية وجهة نظر أخرى, حتى أنهم أقالوا مدير قناة الحرة(يمولها الكونغرس الأمريكي) آنذاك صلاري ريجستر` لأنه سمح ببث مقابلة مع السيد حسن نصر الله. وفي أوروبا, فرنسا تحديداً, حُوكم المفكر الكبير غارودي لأنه شكك في رواية المحرقة اليهودية.‏

أما نحن العرب فيبدو أننا نريد أن نكون ديمقراطيين أكثر من أية ديمقراطية في العالم ونتفوق على الجميع في تبني الرأي والرأي الآخر وبالتالي فلا بد من السماح للصوت الصهيوني أن يمر عبر فضائياتنا ليطرح وجهة نظره ويشكك في ثوابتنا.‏

ويبقى السؤال أي رأي آخر تحاول أن تروج له فضائياتنا, وما الذي تحاورهم فيه/ وأي رأي آخر هذا الذي يريدون إظهاره,الم نفهم بعد أن اللغة الوحيدة التي يصدرونها هي لغة الرصاص ومفاهيم القتال والدمار حتى لو سموا ذلك ديقراطية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية