|
فضائيات نعم لقد تألق وضاح خنفر مدير عام شبكة الجزيرة على شاشة الفضائية السورية ليل الجمعة الماضي, ولعله سرق أي أضواء محتملة حتى لمحاورته التي أجادت على ما أعتقد في مهمتها رغم أنني لم أتلق الكثير من إشعاعات الواثق وتكنيك مدير الجلسة, كان الرجل واضحاً يعطي معلومات ولا يطنب أو يسهب في وصف إنشائي, هادئاً لم ينفعل تجاه أي سؤال قد يحرج آخرين وحين انفعل كان ذلك في الموقف الصحيح تماماً وهو يشرح انتصار الجزيرة لقيم الإنسان تعقيباً على سؤال حول الحيادية فأي حيادية هذه التي تمنعنا من الوقوف ضد الهجوم على جامعة بغداد والمسألة هنا ليست سياسية ولا هي رأي آخر, بل هي الإنسان.
ثمة نقاط هامة وردت في حديث السيد خنفر لا أعتقده مخترعها ولا هي خفية على أحد لكنها تحولت عنده إلى قناعات يمارسها ويدافع عنها بينما ظلت لدى آخرين بنوداً يعددونها عن ظهر قلب: لا كمال في العمل لكننا حاولنا أن نكون أوفياء للحقيقة والرأي الآخر بقدر ما نستطيع وما نعرف ! مشينا في خط اللارجعة وكان ذلك مساراً تاريخياً وبعد 10 سنوات أصبحت الجزيرة واحدة من كبريات الأقنية الفضائية في العالم! مصادر المعلومات في الوطن العربي تمتلكها حصرياً الدول والحكومات! نحتاج إلى مجموعة من الصحفيين والمتلقين لتقييم أدائنا! المصطلحات مبنية على قواعد مهنية دون أي توظيف سياسي وألا ينقل المصطلح قيمة سياسية! هناك مواصفات عالية الجودة ومعايير محددة للرسالة الإعلامية وهناك رؤية! الجزيرة عربية الانتماء والتوجه تلتزم بالحقيقة والمهنية ! اطلعنا على تجارب عالمية ولم ننطلق من فراغ بل لدينا كوادر بشرية هائلة لها خبرتها التي تراكمت! الإعلام ليس سلطة رابعة فهو غير محمي , إنه قوة لطيفة يتوجب حمايتها! نستنفر جميعاً لنصرة أي إعلامي يتعرض للتهديد أياً تكن جنسيته ومساندة بعضنا البعض مهمة كل صحفي متسامٍ على القبليات المؤسساتية! تمولنا الحكومة القطرية وهذا ليس سراً وليس هناك من يعمل كجمعية خيرية لكن قطر صنعت معادلة جديدة بين الحرية والمال نتج عنها قناة الجزيرة! أعتقد أن كل من تابع اللقاء خرج معجباً بذلك الرجل ليس لوسامة أو كياسة, وهما لا تنقصانه على أي حال بل هو الإعجاب بالنبرة الصادقة الواثقة المدركة لمشروعها بخطوطه العريضة, إن نجاح أي مشروع إعلامي يتوقف على أمرين : الأهداف النهائية والجمهور المخاطب, يكللهما بالتأكيد حرص وتصميم على النجاح وتحدي الصعاب والعمل بروح الجماعة والمؤسسة فالضرر الذي يصيب واحداً يمس الجميع وحين يكون كل فرد في مكانه الصحيح سوف تتحقق له النجومية و التألق وبذلك تنتهي مسألة حساسية أولاد المهنة . إذاً الموضوعية والحيادية والرؤية وميثاق الشرف الإعلامي والتصميم وتحدي الصعاب والوصول إلى مكان الحدث في الوقت اللازم والخبرات المؤهلة تأهيلاً عالياً وتعاضد الكل والحرص على تقييم الأداء هي أولويات عمل الجزيرة.. ماذا ينقصنا في التلفزيون العربي السوري بقنواته المتعددة!? ربما معظم تلك الأولويات التي تحكم عمل قناة الجزيرة ودعم مالي كبير!! وإلا ما معنى أن تتمكن قناة أطفأت الشمعة العاشرة من عمرها من القيام بدورات تدريبية لعناصر مؤسسة تجاوز عمرها الأربعين . |
|