تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


(مصارحات) بين ثقافة المُحَاور و ديكتاتوريته

فضائيات
الأحد 9/9/2007
باهل القدار

الإعلامية عزة الشرع واحدة من أولئك القلائل التي تجمع بين الخبرة التلفزيونية الراقية والشخصية البسيطة التي تصل إلى قلوب المشاهدين لما تتمتع به من سرعة البديهة والذكاء وحسن التصرف, هذا الكلام مثبت من خلال تقديمها برنامجاً أسبوعياً

هو (مصارحات) وقد كان موضوع حلقتها الماضية عن البكاء وفيه استضافت الدكتورة ليلى الشريف والدكتور فايز الحاج.‏

وللأمانة نقول: استطاعت السيدة عزة السيطرة على برنامجها منذ اللحظة الأولى وإدارته بشكل لافت فطرحت الأسئلة الموضوعية الدقيقة التي لا تخرج عن الموضوع وحاصرت الملاحظات حتى فتتها فكانت النتيجة الإفادة لا محال.‏

إلا أن قوة شخصية السيدة عزة وثقتها وتمكنها من معطياتها في الغالب, ظهرت إلى حد شعرنا أنها أستاذة تختبر طلابها في كل سؤال تطرحه على أحد الضيفين مع نبرة واضحة واثقة. فمثلاً خلال كلام الدكتور فايز قاطعته لتقول له: طلبت منك التعداد وليس الشرح فالوقت ضيق وهناك العديد من الأسئلة المهمة. وكم كانت قاسية مع ضيفها الدكتور فايز عندما سألته إن كان عدم البكاء يؤثر على الصحة فقال: لا نأخذ بما يقوله العوام, فأجابته بنبرة حادة: هذا ليس كلام عوام هناك دراسات أثبتت ذلك. وكذلك عندما كانت تتكلم لم تكن لتسمح لأحد الضيفين بمقاطعتها فعندما حاول الدكتور فايز فعل ذلك أومأت له بأنها تريد إكمال فكرتها, وبهذا فقد أدارت الحلقة وفق رؤيتها.‏

مع الزميلة عزة لا مكان لضياع الكلمات وتآكلها فمخارج الحروف عندها واضحة منتقية لمفرداتها ومتمكنة من لغتها سواء أكانت عامية أم فصحى ابتعدت عنها بعداً غير مقبول.‏

بعض هذا الكلام ليس إطراء لأنه على الجانب الآخر هناك بعض المثالب التي كانت تتطاير في فضاء الشاشة لتبعد عنا التسليم بنموذجية الحلقة واعتمادها نهجاً للغير, ومن ذلك أن الزميلة عزة في بعض الأحيان كانت تدخل على كلام أحد الضيفين فتتكلم فلا نستوعب كلامها ولا كلامه, ولم نكن نفهم إلا آخر حرف من أحدهما فلا نستوعب شيئاً.‏

اختلف الضيفان في الحلقة في محور يتعلق بالقضية وبهذا فنحن وُضعنا في إشكالية دون حل فالدكتورة ليلى انتصرت لقضية بكاء المرأة وخالفت الدكتور فايز فيما يتعلق بأن المرأة تبكي أكثر من الرجل, فلماذا لا نحل الإشكالية دون أن نتركها معرضة للتساؤلات التي لا طائل منها.‏

وبالمثل اختلط الحابل بالنابل عندما كانت الدكتورة تتكلم وتدخّلت السيدة عزة لتتكلم معها أما الدكتور فايز فبقي صامتاً يستمع لكليهما.‏

وفي لحظة من البرنامج ضاع الثلاثة (عزة وفايز وليلى) في تعداد الصدمات الثلاث التي يصدم بها الإنسان في حياته حتى تذكرها الدكتور فايز لتتابع الحلقة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية