|
رؤية وهكذا اختارت أغلب المدن السورية شعارها (لوغو) الخاص بها , فاختارت دمشق معلماً شهيرا يقوم في مركزها واختار التلفزيون السوري نصبا قائما أمام المبنى على جانب ساحة الأمويين . لكن يبدو أن شرط صنع لوغو معبر لم يعد موجودا عند الفنانين التشكيليين الذين يشاركون في رسم الشعار ( اللوغو ) , وتبع ذلك لجان الاختيار , فأصبح اللوغو شكلا أقرب إلى الرسم التجريدي منه إلى الرمز المعبر عن المؤسسة أو الفعالية , ومن يتابع الفعاليات الأخيرة التي قامت منذ عامين يلاحظها بوضوح , ولولا الكتابة المرافقة لذلك اللوغو لأمكن ان يكون شعارا للعديد من الفعاليات غير السورية , هذا إذا ارتضت تلك الفعاليات العربية أو العالمية أن تنهج نهجنا في اختيار شعاراتها الرمزية . وهكذا اختفى لوغو التلفزيون السوري بعد ان تميز به نحو أربعة قرون ونيف وأصبح مربعا مغلقا ليس له أي دلالة أو معنى سوى الانغلاق . وإذا انتقلنا إلى لوغو دمشق عاصمة الثقافة العربية لرأينا أن اللجنة التي اختارت اللوغو قد سارت على ذات الطريق , فاختارت عدة مربعات متداخلة مغلقة ملونة بألوان متدرجة من البني تحيط بها عبارة دمشق عاصمة الثقافة العربية , وكأن دمشق أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ لا يوجد بها أية معالم قديمة أو حديثة تستحق أن تكون رمزا معبرا عن الثقافة العريقة والحضارات المتعاقبة التي اختصت بها دمشق منذ فجر التاريخ وحتى العصر الراهن . لا أعرف إذا كان من الممكن تغيير هذا الشعار غير المعبر , لكن ما لاحظناه جدير بالانتباه إلى الطريقة التي تتعامل بها بعض المؤسسات مع الأعمال الموكلة إليها . |
|