تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


صح النوم..

رقيب ثالث
الأحد 9/9/2007
قاسم البريدي

فجأة وبلا مقدمات .. ارتفعت الأسعار بشكل جنوني .. والكل يتحمل المسؤولية .. والكل يتهرب منها .. الحكومة .. القطاع العام ..

الخاص.. المهندس .. الطبيب .. الموظف ..الحداد .. اللحام .. السائق .. كلهم يساهمون برفع الأسعار ويسألونك : لماذا ارتفعت ? .. لقد نسي الجميع أنهم مواطنون ومعنيون بالاستقرار والطمأنينة لوطنهم الذي أعطاهم كل شيء ..‏

ليست الحكومة المسؤولة عما هو سائد من ثقافة الاستهلاك النفعية الفردية على حساب الآخرين ولا عن قيم المجتمع وسلوكياته في مرحلة قصيرة من الزمن لكننا نسألها باعتبارها الأم الحنون : أين المبادرة الجدية نحو ضبط الأسواق بعد تبني نهج اقتصاد السوق الاجتماعي وتحرير الأسعار ..‏

ألا يفترض أن نعيد حساباتنا لمؤسسات التجارة الداخلية (الخزن والتسويق - الاستهلاكية - السندس ..) ونطورها بعقلية جديدة لتستورد كتاجر مباشرة من المصدر الخارجي أو الداخلي .. أم نتركها غارقة في روتينها والفساد و..‏

ألا يفترض أن نطور ونشرك المؤسسة الاجتماعية العسكرية وجمعيات التعاون الاستهلاكي .. أم نتركهم يعيشون في الماضي ??‏

ونسأل عن المواد التي أبقت الدولة تسعيرتها ( اللحوم و الخضار والفواكه والرز والسكر والشاي والسمون والزيوت ) لماذا لم تنجح بضبطها وارتفعت أسعارها رغم أن معظمها إنتاج محلي ..?‏

وما نتائج إيقاف التصدير لبعض المواد كالبطاطا والبصل والبيض والفروج .. لاشيء ..لأن تهريبها للدول المجاورة لم ينقطع وبشكل واضح للعيان ..‏

أين المحاسبة على غياب (الفواتير النظامية ) اعتبارا من التجار والمنتجين الكبار جدا وبعدها تجار الجملة والمفرق والبائع والمستهلك .. ??‏

أليس من حقنا أن نعرف بالضبط عدد المواد التي طارت أسعارها 51 مادة - 110 مادة ..ونسمها بالاسم .. أين الجهة الوطنية المتخصصة بالأسعار لكل شيء بدءا من قلم الرصاص وانتهاء بالكمبيوتر والسيارة لنعرف أين نحن من الأسواق العالمية وماذا نستهلك وماذا نصدر ..??‏

ونسأل : لماذا في أغلب دول العالم الأسعار ثابتة على مدى عقود من الزمن وعدد المواد التي يطرأ تغير عليها لا تتجاوز أصابع اليد ?? إلى متى سنبقى نتعامل مع الفعل وردات الفعل واللحظة الأخيرة حيث نجتمع .. ونقرر ..ونصرح .. وفي اليوم التالي لاشيء يتغير .. و( كل مواطن يعتبر نفسه دولة ..‏

متى نمنع الاحتكار بكل أشكاله في الاستيراد والتصدير والإنتاج ونشجع صغار التجار وحتى المواطنين أن يستوردوا ما يشاؤون لتكون الأمور على ما يرام ..‏

نسألكم لأننا تهنا ولم نعد نعرف .. لماذا فجأة الطبيب المختص كان يتقاضى 500 ليرة واليوم يتقاضى 1000 ليرة .. والسائق الذي كان يدلك على الطريق يتوهك عنه ولا يلتزم لا بعداد ولا غيره .. ولماذا يسرقك معلم الحداد والنجار والميكانيكي والكهربائي .. وأنت تتفرج أيها المواطن الذي تشعر بالمواطنة بدرجة جيد جدا..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية