تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إفلاس لا مثيل له

البقعة الساخنة
الأحد 9/9/2007
أحمد ضوا

فتح السجال بين الرئيس الأميركي جورج بوش وبول بريمر الحاكم المدني للعراق بعد احتلاله الى كشف المزيد من الأكاذيب الاميركية التي دمرت بلاد الرافدين وحولتها الى ساحة فوضى وخراب.

لا شك أن نهاية الكذابين ستكون مأساوية وفاشلة وكما يقول المثل العربي (حبل الكذب قصير) وهاهو الحبل يلتف حول عنق الرئيس بوش الذي يخوض معركة فاشلة للدفاع عن مصداقيته داخلياً وخارجياً.‏

المفارقة هي أن فريقاً في المنطقة يكرس سياسته وإعلامه ووسائله الذاتية للدفاع عن مصداقية ووعود هذه الادارة الكاذبة, رغم الواقع البائس والمتوتر في المنطقة الذي تتحمل مسؤوليته اميركا واسرائيل..‏

إن التعويل على ادارة بوش وهي منهمكة بمشاكلها و تتساقط واحدا تلو الآخر لايجاد حل للصراع العربي الاسرائيلي ليس تضييعاً للوقت وتفريطاً بالحقوق وتقديم الالتزامات دون ثمن فحسب بل إفلاساً لامثيل له لهذا الفريق و فقدانه لابسط انواع الارادة و مجالاً لسخرية العالم واستهتاراً بعقل المواطن العربي وتسفيهاً له . .‏

فإذا كان فريق بوش فشل في معظم القضايا المرتبطة بالمشروع الذي طرحه في المنطقة ومحيطها الاقليمي رغم كل هذا الحشد السياسي والعسكري فهو حتما لن ينجح فيما يدعي السعي اليه إزاء الصراع العربي - الصهيوني .‏

وإن كان هناك اهدافاً لهذه الادارة المفلسة .. فهي تصب حتما في مصلحة اسرائيل التي تطلب المزيد من التنازلات العربية دون ثمن .‏

مع الاسف أضاع العرب فرصة سانحة لتحسين مواقفهم السياسية والتفاوضية مع الجانب الاميركي ولكن اختلافهم على قضايا ثانوية وانشغالهم بادعاءات اميركية فوت عليهم هذه الفرصة .‏

على مايبدو أن ادارة بوش مصرة قبل أن تغادر السلطة في اميركا أن تضيف إحباطاً جديداً للمدافعين عن مصداقيتها في المنطقة لقاء ما قدموه لها من خدمات جليلة لكنها لم تكن كافية لانقاذ المشروع الاميركي من الفشل.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية