تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الرئيس الأسد لمحطة (سي بي إس) الأميركية... الأميركيون لا يريدون الاعتراف بالخطأ... ويبحثون عن كبش فداء... الأمور تزداد سوءاً والقوات الأميركية لن تحقق الاستقرار ... الفوضى معدية وليس لسورية أي مصلحة فيها... حاربنا التطرف عندما كان القادة الأميركيون يسمونه جهاداً... الحكومة العراقية لا تمتلك السلطات والصلاحيات .. والأميركيون هم من يدير كل شيء... نحتضن اللاجئين العراقيين لأسباب إنسانية وسياسية ...ندعم حزب الله سياسياً لأنهم أصحاب قضية عادلة

دمشق
سانا- الثورة
الصفحة الأولى
الأحد 9/9/2007
أكد السيد الرئيس بشار الأسد في حديث لمحطة سي بي اس الأمريكية أن الأمريكيين لا يريدون الاعتراف بأخطائهم السياسية والأمنية في العراق وقال إن الحكومة العراقية لا تمتلك السلطات والصلاحيات وأن الأمريكيين هم من يدير كل شيء في العراق.

وفند الرئيس الأسد الادعاءات الزائفة حول دخول مقاتلي القاعدة الى العراق عبر سورية وقال إن المشكلة الحقيقية هي مشكلة سياسية لا ترتبط بالقاعدة وأكد أن سورية تفعل ما بوسعها لضبط الحدود مع العراق لأن ذلك يخدم مصلحتها ومصلحة العراق والمنطقة مشيراً الى أن الفوضى معدية وليس لسورية أي مصلحة في الفوضى.‏

وأكد السيد الرئيس أن سورية تدعم عراقاً مستقراً وحاربت الارهاب والتطرف عندما كان القادة الأمريكيون يسمونه جهاداً مشيراً الى أن القضية الرئيسية تتمثل في الحرب والقرارات الخاطئة و الادعاءات الكاذبة والمضللة وأكد أنه على الأميركيين أن يعلنوا عن الانسحاب من العراق وفق جدول زمني محدد.‏

وقال الرئيس الأسد إن العمل في العراق دون مساعدة الدول الاقليمية لن يقود الأميركيين الى أي شيء واذا ارادوا النجاح فعليهم العمل مع الآخرين ومع العراقيين في المقام الأول.‏

وأكد السيد الرئيس بشار الأسد أن الأمور في العراق تزداد سوءاً مشيراً الى أن القوات الأميركية لن تحقق الاستقرار في العراق وان عودة الاستقرار وعدم تفاقم الفوضى يعتمد على العملية السياسية.‏

وفيما يلي نص الحديث‏

---‏

دمشق- سانا:‏

أدلى السيد الرئيس بشار الأسد بحديث لمحطة سي بي اس الاميركية اجرته السيدة كيت كوريك هذا نصه:‏

سؤال:‏

أولاً.. شكراً جزيلاً لكم.. سيادة الرئيس.. لمنحنا هذه المقابلة. اننا نقدر ذلك كثيراً. كما تعلمون.. فنحن نركز على العراق هذا الاسبوع.. حيث ينتظر تقديم تقرير رئيسي للكونغرس الامريكي. يقول مسؤولون أمريكيون بأن ثمانين بالمئة من مقاتلي القاعدة في العراق دخلوا من سورية بمعدل 60 الى 80 شخصا شهرياً. ماذا فعلتم للحد من هذه المشكلة....‏

السيد الرئيس:‏

هذه كلها ادعاءات زائفة. من هم هؤلاء.. ما أسماؤهم.. ما صلتهم بأي أشخاص سوريين... ينبغي أن يكون هناك تعاون في محاربة القاعدة والارهابيين.كل هذه الادعاءات تهدف الى صرف الانتباه عن المشكلة الحقيقية.. وهي مشكلة سياسية.. ولا ترتبط بالقاعدة.‏

سؤال:‏

اذا فأنتم تنكرون أن أي انتحاريين أو ارهابيين يدخلون الى العراق عن طريق بلادكم.‏

السيد الرئيس:‏

هذه ليست هي القضية.. لانه لا يمكن لأي بلد في العالم أن يغلق حدوده بالكامل. ومثال على ذلك حدودكم مع المكسيك. لا يمكن لاي بلد أن يغلق حدوده نهائيا. وثمة فرق بين القول ثمانين بالمئة وبين القول ان هناك بعض التهريب.. وهذا طبيعي على أي حدود. لا يمكن لاي بلد أن يتحكم بحدوده مئة بالمئة.‏

سؤال: نحن لا نتحدث عن التهريب.. سيادة الرئيس.. نحن نتحدث عن ارهابيين يعبرون الحدود الى العراق ويقتلون العديد من الاشخاص.‏

السيد الرئيس:‏

هذا نوع من التهريب.. لان علىهم أن يعبروا الحدود بشكل غير شرعي.. لانه لو كان لديهم بطاقات هوية مثلا لكان بامكانهم عبور الحدود بشكل طبيعي. لكن ليست هذه هي القضية. ينبغي أن يكون هناك تعاون بين أجهزة الاستخبارات في البلدين. قالوا بأن هناك ثمانين بالمئة.. وهذا يعني أنهم يعرفون أعدادهم ويعرفون أسماءهم ويعرفون من هم. لماذا لا يرسلون لنا هذه المعلومات... كي نعرف ما اذا كانوا قد عبروا حدودنا أم لا... لا يمكن لاحد أن يكون متأكدا من أنهم قد عبروا الحدود.‏

سؤال: لقد أخبرني الجنرال بيترايوس بأنكم اتخذتم خطوات لضبط الحدود بشكل أكبر.‏

وهكذا فمن الواضح أنكم تعترفون بأن هذه مشكلة. ما هي الخطوات التي اتخذتموها للتغلب على هذه المشكلة....‏

السيد الرئيس:‏

هذه مشكلة قديمة عمرها ثلاثون عاما. عندما كان صدام حسين نائبا للرئيس في العراق.. أنشأنا هذا الجيش لانه كان هناك تهريب للارهابيين الى سورية. اذا لدينا جيش على الحدود.. لكننا قمنا بتعزيز قواتنا هناك وقدرتنا على ضبط الحدود. الجانب الاخر من الحكاية يتمثل فيما يقوم به هؤلاء الاشخاص. انهم يقتلون المدنيين وينشرون الفوضى. ما مصلحة سورية بأن تسود الفوضى في العراق... الفوضى معدية.. فاذا ساعدنا على انتشار الفوضى في العراق.. فاننا نكون نعمل ضد مصالحنا. وهكذا فنحن نفعل ما في وسعنا لضبط حدودنا أولا لمصلحة سورية.. وثانيا لمصلحة العراقيين.. وثالثا من أجل المنطقة. اننا نفعل كل ما نستطيع. غير أن الحديث عن أن ثمانين بالمئة من هؤلاء يعبرون الحدود من سورية.. فهذه كلمات عامة ولا تنطوي على أي أدلة ملموسة.‏

سؤال: لقد أكدت الاستخبارات الامريكية صحة هذه المعلومات.. وهكذا فأنتم تقولون بأنهم مخطئون.‏

السيد الرئيس:‏

ينبغي علىهم أن يرسلوا لنا الاسماء حتى نتأكد من صحة ذلك.‏

سؤال: تقولون بأن الفوضى في العراق لا تخدم مصالح سورية. هل يعني هذا أنكم تدعمون عراقا ديموقراطيا مستقرا...‏

السيد الرئيس:‏

بالتأكيد.. خدمة لمصالحنا أولا. وثانيا لمصلحة العراق.. والا فالمنطقة بأسرها ولاحقاً العالم كله سيعاني من النتائج. في الواقع.. اننا نعاني من اثار الفوضى في العراق الان. اذاً لماذا لا نعمل على تحقيق ذلك اذا كان يخدم مصالحنا. هذا مؤكد وهذا هو الموقف المعلن للسياسة السورية.‏

سؤال: اذا فأنتم تدعمون الجهود الامريكية لتأسيس الديموقراطية في العراق...‏

السيد الرئيس:‏

اذا كانوا فعلا يقومون بذلك. الا أنهم لا يفعلون. ليس هناك أي جهود.انهم يتحدثون فقط عن المسائل العسكرية.. وعن الجنود الذين يرسلونهم.. زيادة عدد هؤلاء الجنود أو سحب بعضهم. هذا ما يتحدثون عنه. ليس هناك أي عملية سياسية تدعمها الولايات المتحدة حتى الان.‏

سؤال: لكني كنت في العراق.. في مقاطعة الانبار.. وكان الرئيس بوش ومسؤولوه الكبار يلتقون برئيس الوزراء المالكي وقادته الكبار في محاولة لدفع الديموقراطية الى الامام. لماذا تقولون أنه ليس هناك أي عملية سياسية...‏

السيد الرئيس:‏

اننا نتحدث عن النتائج. الامور تسوء بشكل يومي.. ولا شيء يسير نحو الافضل. أحيانا تتحسن الامور لكن ذلك يبقى وميضا عابرا ومؤقتا. نحن نتحدث عن النتائج.. الفوضى تسير من سيّئ الى أسوأ.. والقتل مستمر. لقد قتل أكثر من مليون عراقي حتى الان. وماذا عن الىتامى والارامل وأولئك الذين قطعت أيديهم وأرجلهم. هناك الملايين من هؤلاء. ما الذي تحسن.علىنا أن نكون واقعيين. ينبغي أن نتحدث عن النتائج ولا نتحدث عن الاجتماعات التي تلتقط فيها الصور التذكارية.‏

سؤال: دعوني أسالكم عن مطار دمشق الدولي.. فهو يعتبر نقطة رئيسية لدخول الارهابيين الذين يمضون من ثم الى العراق. وقد تعرضتم لانتقادات شديدة.. سيادة الرئيس.. لانكم لم تتخذوا الاجراءات المناسبة لمنع حدوث ذلك. لماذا لا تقومون بذلك. لماذا لا تضبطون مطاركم....‏

السيد الرئيس:‏

المشكلة لا علاقة لها بالمطار. ومرة أخرى هذه ادعاءات زائفة. لقد دأبوا على اطلاق هذه الادعاءات الكاذبة طوال السنوات الاربع الماضية. في الواقع.. اذا أراد الارهابيون أن يأتوا.. فليس علىهم أن يأتوا من خلال المطار. يمكنهم عبور أي حدود وبأي طريقة من أجل الدخول الى العراق. ليس لدينا أي دليل على أن أيا من الارهابيين قد دخل عن طريق المطار. واذا حدث ذلك.. فاننا كنا سنلقي القبض علىهم. لو كان لدينا أي معلومات عن دخول أي ارهابيين بشكل قانوني.. كنا سنلقي القبض علىهم مباشرة.‏

سؤال: اذا تقولون لي بأنه ليس لديكم أي أدلة أو أي معلومات بأن الارهابيين يستعملون مطار دمشق الدولي كنقطة دخول وللعبور الى العراق...‏

السيد الرئيس:‏

لا.. أنا لم أقل ذلك. كنت سأشرح بأننا القينا القبض على العديد منهم في المطار لكن معظم هؤلاء لا يأتون من خلال المطار. انهم يدخلون بشكل غير شرعي عبر الحدود.. وتمكنا من القاء القبض علىهم.‏

سؤال: لماذا لا تطلبون تأشيرة دخول من الرجال العرب الذين يأتون الى دمشق....‏

السيد الرئيس:‏

هذه سياسة سورية منذ عقود.‏

سؤال: لكن اذا كان هذا يتسبب في مشكلة.. فلماذا لا تغيرون هذه السياسة...‏

السيد الرئيس:‏

لا.. لان معظم الارهابيين لديهم بطاقات هوية عادية ويمكنهم أن يأتوا بشكل قانوني. لن يعبروا الحدود بشكل غير قانوني. لديهم بطاقات هوية لكننا لا نعلم أنهم ارهابيون. كيف تعرفين أن شخصا ما ارهابي... خذي مثلا الارهابيين الذين نفذوا هجمات الحادي عشر من أيلول.. كانوا يعيشون في الولايات المتحدة.. لماذا لم تعتقلوهم... لانكم لم تعلموا بأنهم ارهابيون. والامر نفسه هنا. لدينا خلايا نائمة.. كما في العديد من البلدان.. وثمة أشخاص يساعدونهم. فاذا طلب هؤلاء تأشيرة دخول.. فانهم سيمنحون هذه التأشيرة. وهكذا فتأشيرة الدخول ليست هي الحل.‏

سؤال: دعني أقرأ لك مقالة افتتاحية للسيناتور جو ليبرمان نشرت مؤخرا.. ويقول فيها.. لا يمكن للرئيس السوري أن يدعي بجدية بأنه غير قادر على فرض سيطرة فعالة على المطار الرئيسي في عاصمته. سورية دولة بوليسية.. تعمل فيها أجهزة أمنية واستخباراتية داخلية قوية . ان فكرة أن مقاتلي القاعدة يتسللون ببساطة من خلال مطار دمشق دون أن يكونوا على علم بذلك.. أو دون أن يعلم اخرون بذلك.. هي فكرة لا يمكن تصديقها. وهكذا فانه حان الوقت لمطالبة النظام السوري بالتوقف عن لعب دور وكالة السفر لاعضاء القاعدة في العراق.‏

السيد الرئيس:‏

كل هذا هراء. العالم كله يعرف بأننا نحارب التطرف منذ ثلاثين عاما.. عندما كان قادة الولايات المتحدة يسمونهم مجاهدين. لقد حاربناهم لعقود.. ولن نكون أصدقاءهم لاي سبب من الاسباب. لكن مرة أخرى علىهم التركيز على القضية الرئيسية. والقضية الرئيسية تتمثل في الحرب على العراق.. في القرارات الخاطئة وفي الادعاءات الكاذبة والتضليل والسياسات الخاطئة التي يتم تطبيقها في العراق. هذا هو السبب الحقيقي لما يجري. قال جنرالاتكم بأنهم يتوقعون أن يكون عدد هؤلاء الارهابيين بين الف وثلاثة الاف شخص. عدد سكان العراق 26 مليون نسمة. كيف يمكن لالف أو ثلاثة الاف شخص أن يثيروا كل هذه الفوضى... لا يمكن لاحد أن يصدق هذا. ثمة أسباب أخرى. اذا هذه ليست القضية. انهم يركزون على القضايا التافهة ويلومون الاخرين.. وكما قالوا ذات مرة بأنهم يبحثون عن كبش فداء. هذه هي سياستهم. انهم لا يريدون أن يعترفوا بأنهم اتخذوا القرار الخطأ.‏

سؤال: أعتقد أن القادة العسكريين الامريكيين سيقولون بأن العدد أكبر بكثير من الرقم الذي ذكرتم.‏

السيد الرئيس:‏

ربما مؤخرا.. لكنهم في الماضي قالوا بأن العدد هو بين الف وثلاثة الاف شخص. ونشر ذلك في وسائل الاعلام. على أي حال.. الرقم ليس مهما.. القضية مختلفة. نحن في هذه المنطقة منذ الازل.. ونحن نعرف هذه المنطقة. ليس هناك عملية سياسية في العراق. ينبغي أن نتحدث عن الاخطاء التي ارتكبتها الادارة الامريكية في العراق قبل وأثناء وبعد الحرب.. وحتى الىوم.‏

سؤال: دعنا ننظر الى الامام. هل تعتقد أن على القوات الامريكية الانسحاب من العراق...‏

السيد الرئيس:‏

بالتأكيد نعم. من حيث المبدأ. لكن كيف ومتى.. فهذه قضية عراقية. لا يمكننا أن نقرر ذلك في سورية.‏

سؤال: هل تشعرون بالقلق.. سيادة الرئيس.. أنه اذا انسحبت هذه القوات وبشكل متهور فان حربا أهلية شاملة ستندلع في كافة البلاد...‏

السيد الرئيس:‏

علىنا أن نأخذ بالاعتبار سياق الاحداث منذ الحرب.. فلمدة أربع سنوات ونصف السنة والامور تزداد سوءاً. وهكذا لا يمكنني القول بأن القوات الامريكية تحقق الاستقرار في العراق. هذا مؤكد. اذا انسحبت هذه القوات يوما ما.. قد تسوء الامور. هذا محتمل. لكن هذا غير قابل للنقاش. علىهم أن ينسحبوا من حيث المبدأ.‏

سؤال: لكن اذا ساءت الامور.. فلن يكون ذلك من مصلحتكم...‏

السيد الرئيس:‏

هذا ما أردت أن أقوله. القضية الرئيسية هي في العملية السياسية التي تجري بموازاة ذلك. علىهم أن يقولوا بأنهم سينسحبون.. وعلىهم أن يضعوا جدولا زمنيا للانسحاب. وبموازاة ذلك.. يجب أن يكون هناك عملية سياسية كي لا تتفاقم الفوضى.. وكي يعود الاستقرار الى العراق. هذا يعتمد على العملية السياسية.‏

سؤال: ألا تدعمون رئيس الوزراء المالكي...‏

السيد الرئيس:‏

نحن ندعم أي رئيس وزراء يعمل من أجل بلاده. لدينا علاقات جيدة معه. لقد زار سورية قبل بضعة أسابيع وعقدنا اجتماعا جيدا جدا. لكننا لا نتدخل في الشؤون العراقية.‏

سؤال: هل تعتقدون أن حكومته لديها امكانيات النجاح...‏

السيد الرئيس:‏

علىنا أن نسأل أولا اذا كانت لديهم الصلاحيات.. ويتمتعون بالسلطات التي تمكنهم من النجاح. هل يدعهم الامريكيون يقومون بما علىهم أن يقوموا به... طبقاً لمعلوماتنا وطبقاً للعديد من المسؤولين العراقيين.. فان الحكومة لا تمتلك السلطات والصلاحيات اللازمة. الامريكيون هم الذين يديرون كل شيء في العراق.. ولذلك فلماذا يلومون الحكومة.. سواء كانت حكومة المالكي أو أي شخص اخر...‏

سؤال: اذاً أنتم تقولون بأن رئيس الوزراء دمية في يد الولايات المتحدة...‏

السيد الرئيس:‏

لا.. أنا لا أقول ذلك.. لكنهم لا يملكون الصلاحيات الكاملة.. قد يكونون قد أعطوا صلاحيات أكثر مما كانوا يتمتعون به في السابق.. لكنهم غير مسؤولين عن الفوضى. انهم يتعاملون مع النتائج.. لكنهم لم يتسببوا في إحداث الفوضى. هذا هو الفرق.‏

سؤال: لقد زار رئيس الوزراء المالكي دمشق مؤخرا.. وطلب الىكم أن تعتقلوا عددا من الاعضاء السابقين في نظام صدام حسين.. ويشاركون الان في التمرد من سورية.. حتى أنهم يحاولون احداث انقلاب على رئيس الوزراء طبقا لمصادر عسكرية التقيتها. هل ستعتقلون هؤلاء...‏

السيد الرئيس:‏

بالطبع سنعتقل أي شخص ضالع في أي جريمة في العراق.‏

سؤال: ما هي الاجراءات التي اتخذتموها للقيام بذلك...‏

السيد الرئيس:‏

لدينا قانوننا.. لكن تسليم أي شخص للعراق يتطلب أن يكون العراق مستقلا.. وليس محتلا.‏

سؤال:لماذا لا تقومون باعتقالهم في سورية...‏

السيد الرئيس:‏

هذا ما نقوم به بالطبع.. وهم يعرفون أننا اعتقلنا العديد منهم.‏

سؤال: هل اعتقلتموهم...‏

السيد الرئيس:‏

نعم اعتقلنا الالاف.‏

سؤال: وهؤلاء متمردون يعملون ضد رئيس الوزراء المالكي...‏

السيد الرئيس:‏

هذا يعتمد على تعريف المتمردين. فالامريكيون يطلقون لفظ متمرد على كل من يعمل ضدهم. نحن لدينا تعريف مختلف.. لكن كل من يعمل ضد الشعب العراقي.. فاننا سنقوم باعتقاله في سورية دون شك.‏

سؤال: هل تريدون أن تروا الولايات المتحدة تنجح في العراق...‏

السيد الرئيس:‏

مرة أخرى هذا يعتمد على التعريف. فالنجاح في العراق بالنسبة لنا أن يصبح العراق مستقرا. أولويتنا الان هي استقرار العراق.. ولا يهم اذا انسحبت الولايات المتحدة الىوم أو غدا. أولويتنا هي الشعب العراقي وبلادنا. وبالطبع اذا كان النجاح يعني الاستقرار السياسي.. فليس لدينا أي مشكلة في ذلك.. لاننا ندعم أي بلد في العالم.. بما في ذلك الولايات المتحدة.. كي تحقق النجاح في العراق بهذا الشأن.‏

سؤال: هناك أكثر من مليون لاجئ عراقي يعيشون الان في سورية. ما هو الاثر الذي أحدثه ذلك...‏

السيد الرئيس:‏

انه أثر كبير على الاقتصاد وعلى البنية التحتىة وعلى المزاج الشعبي.. وهذا طبيعي. لكن القضية ليست قضية انسانية وحسب.. انما قضية سياسية.. فدون اللاجئين لا يمكن حل المشكلة داخل العراق. فعندما نحتضنهم نفعل ذلك.. ليس فقط لاسباب انسانية.. بل لاسباب سياسية أيضا.‏

سؤال: ماذا سيحل بهم...‏

السيد الرئيس:‏

علىهم أن يعودوا الى بلادهم يوما ما.. ولذلك علىنا أن نعمل من أجل الاستقرار. اذا أصبح العراق مستقرا فانهم سيعودون الى بلادهم بالتأكيد. ولذلك قلت ان لنا مصلحة في وجود عراق مستقر.‏

سؤال: لكن هل سترحبون بهم الى ما لا نهاية اذا لم يتحقق الاستقرار في العراق في السنوات القادمة...‏

السيد الرئيس:‏

ليس الى ما لا نهاية.. لاننا سنعاني.. وهم سيعانون أيضا. لانهم اذا أتوا الى سورية ولم تكن سورية مستعدة لاستقبالهم.. فانهم سيعانون. ولذلك فلن يستفيدوا شيئا من القدوم من العراق الى سورية.‏

سؤال: بلادكم تدعم عدداً من المجموعات المقاتلة.. تقدمون لها الدعم والملاذ الامن. والعديد من هذه المجموعات.. مثل حزب الله.. تعتبر مجموعات ارهابية في الولايات المتحدة.. كما تعرفون. لماذا تدعمون هذه المجموعات.. سيادة الرئيس...‏

السيد الرئيس:‏

اننا لا نوفر ملاذاً امنا لأحد.. لديهم ملاذهم الامن بين الشعب اللبناني. انهم جزء لا يتجزأ من المجتمع اللبناني والنسيج اللبناني.. وبالتالي فدون هذا المجتمع لن يكون لهم ملاذ امن. هذا مصدر قوتهم. أما فيما يتعلق بالدعم فهذا يعتمد على نوع الدعم. لدينا علاقات جيدة وندعمهم سياسيا لانهم أصحاب قضية عادلة.‏

سؤال:‏

هل تدعمونهم مالىاً...‏

السيد الرئيس:‏

لا.. انهم لا يحتاجون مساعدتنا مالىاً.. حيث يمكنهم الحصول على الكثير من الاموال من العديد من الناس في العالمين العربي والاسلامي. انهم يتمتعون بدعم واسع في المنطقة. اننا ندعمهم لانهم أصحاب قضية عادلة.‏

سؤال: هل لكم أن تشرحوا لي كيف أن منظمة تعتبر منظمة ارهابية من قبل العديد من الناس.. تحظى بدعمكم...‏

السيد الرئيس..‏

اذا نظرت الى الصورة فعلىك رؤية الصورة بأكملها.. وليس أن تأخذي جزءاً من الصورة وتقولي ان هذه هي الصورة بأكملها. والصورة هي أن اسرائيل تعتدي على لبنان بشكل يومي.. وتنتهك مجاله الجوي بشكل مستمر. الىس ذلك ارهابا... لقد اعتدوا على لبنان العام الماضي.. وقتلوا الفا وأربعمئة مدني لبناني دون سبب. الىس ذلك ارهاباً... لا أعتقد أن علىنا أن نتحدث عن هذه التصنيفات لان هذا مضيعة للوقت. ينبغي أن نتحدث عن الواقع. هناك شعب يدعم منظمات أو حكومات أو سياسات.. وعلىنا أن نتعامل مع هذه السياسات والحكومات.‏

سؤال: هل تتفقون مع الرئيس الايراني أحمدي نجاد بأن اسرائيل ليس لها الحق في الوجود...‏

السيد الرئيس..‏

هذه حرية تعبير. لكل شخص في العالم الحرية في التعبير عما يريده. هذا مجرد تعبير. هل اتخذ أي اجراء... لا لم يفعل ذلك. اذا علىنا أن نتحدث عن الافعال اذا أردنا أن نحكم على شخص ما.. والا فان له الحق في أن يعتقد بما يريد. لكن مرة أخرى فان العديد من الاسرائيليين قالوا خلال السنوات القليلة الماضية بأنه يجب ازالة العرب من الوجود والعديد منهم قالوا بأن العرب أفاع ويجب القضاء علىهم. الامر نفسه.. فعل ورد فعل. علىنا أن نلوم اسرائيل بنفس المقدار الذي نلوم به الاخرين.‏

سؤال: أما وقد قلتم ذلك.. أعود الى سؤالي الاصلي.. هل تتفقون مع مقولة الرئيس أحمدي نجاد...‏

السيد الرئيس..‏

تعلمين أننا نطالب باجراء مفاوضات سلام وقد أجرينا مفاوضات سلام منذ 15 عاما فكيف تعرفين هذا الوضع... نحن نعمل من أجل السلام مع اسرائيل. وضعنا مختلف. لدينا أراض محتلة.. ونحن بحاجة للسلام كي نستعيد أراضينا.‏

سؤال: كما تعلمون فان الولايات المتحدة وعددا من البلدان العربية لديها مخاوف من صعود ايران.. ومن قدرة ذلك البلد على تصنيع الاسلحة النووية. هل يشعركم ذلك بالقلق...‏

السيد الرئيس..‏

لكل بلد في العالم الحق في الصعود.. والحق في لعب دور.. فيما يتعلق بتحقيق الاستقرار. وأعتقد أن ايران هامة جدا لتحقيق الاستقرار في المنطقة.. ودونها لا يمكن تحقيق هذا الاستقرار. أما فيما يتعلق ببرنامجها النووي.. فاذا كان ذلك البرنامج سلمياً.. كما قالوا عدة مرات.. وطبقاً للقانون الدولي.. فان لاي بلد في العالم الحق بأن يكون لديه مفاعلات نووية سلمية.. أو طاقة نووية. وهكذا فنحن لسنا قلقين من ذلك طالما أن هذا البرنامج سلمي. من ناحية أخرى.. فنحن ضد وجود أي أسلحة دمار شامل في الشرق الاوسط.. وقد تقدمنا بمقترح للامم المتحدة في عام 2003 وعارضت الولايات المتحدة هذا المقترح. موقفنا هو أننا ضد وجود أي أسلحة دمار شامل في الشرق الاوسط.‏

سؤال: لماذا تسمحون لايران بتزويد حزب الله بالاسلحة من خلال سورية. هل تشعرون بالقلق بسبب أن سياستكم قادتكم الى العزلة وأصبح شريككم الاستراتيجي الوحيد في المنطقة هو ايران...‏

السيد الرئيس..‏

هذا غير صحيح. نحن لم نسمح لايران بتزويد حزب الله بالاسلحة والصواريخ. أين هو الدليل على ذلك... انهم يتحدثون عن ذلك منذ سنة.. وتعلمين أن هناك تحليقات اسرائيلية فوق الاراضي اللبنانية.. وهناك استخبارات ربما من سائر أنحاء العالم على الحدود اللبنانية السورية.. وهم يتحدثون عن ذلك. لقد قلت لهم قدموا لنا أي دليل بأننا أرسلنا صاروخا واحدا الى حزب الله. هذه ادعاءات زائفة.‏

سؤال: كما تعلمون.. سيتم تقديم تقرير هام الى الكونغرس في الاسبوع القادم حول وضع الحشد الامريكي في العراق.. وحول مستقبل الولايات المتحدة في العراق. لو كان لديكم الفرصة في أن تخاطبوا الكونغرس الامريكي.. ماذا كنتم ستقولون حول هذا الوضع...‏

السيد الرئيس..‏

بالطبع موقفنا من الحرب معروف. نحن ضد الحرب.. وقد أخبرت كل المسؤولين الامريكيين الذين زاروا سورية بأنكم ستربحون الحرب ولكنكم ستفشلون بعد الحرب لانكم لا تعرفون هذه المنطقة. الا أنهم أداروا أذنا صماء لكل ما قلناه. لقد ارتكبوا الكثير من الاخطاء السياسية اضافة الى الاخطاء الامنية.. والان علىهم أن يعلنوا أنهم سينسحبون.. وأن يضعوا‏

برنامجا زمنيا.. وعلىهم أن يعملوا من أجل عملية سياسية. ويجب أن تتضمن هذه العملية السياسية مؤتمرا وطنيا عراقيا.. وليس مؤتمرا دوليا.. وبدعم اقليمي ودولي.. بما في ذلك الولايات المتحدة بالطبع. ان العمل في العراق دون مساعدة الدول الاقليمية.. لن يقودهم الى أي شيء. وهذا ما يؤمن به المسؤولون العراقيون. انهم يؤمنون بأنهم بحاجة الى الدول الاقليمية. الولايات المتحدة لا تعمل.. حتى مع أقرب حلفائها.. ولهذا فانها لن تنجح. اذا أرادوا أن ينجحوا.. فعلىهم العمل مع الاخرين.. ومع العراقيين في المقام الاول.‏

سيادة الرئيس.. شكرا لكم على اتاحتكم هذه الفرصة. السيد الرئيس.. أهلا وسهلا بكم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية