|
الافتتاحية حيث الفرق الذي كان يعوّل عليه للتلطي خلف المصطلحات، يكاد يتلاشى ويتحضر المسرح الإقليمي لأيام حافلة بالحسم السياسي على الأقل، وإن كان المشهد الدولي قد سبقه في التصعيد والتسخين على جبهات الاستهداف المفتوحة، التي لن يكون اتفاق إدلب خارجها. وفي عملية استباقية.. يبدو أن حرب المهل المفتوحة والمغلقة تشتعل على وقع التضارب في المعلومات والغموض الذي يحيط بمصير الإرهابيين، الذين تريد تركيا أن تقدم لهم الحماية، وأن تضمن المصير النهائي الذي يحول دون الوصول معهم إلى صدام تزداد احتمالاته على وقع المتاعب التي بدأت تنشأ في المقاربة التركية المترددة حيالهم، وصعوبة استحصال ما يكفي لحفظ ماء الوجه مع روسيا وغيرها، رغم المشاغبات الغربية المتصاعدة التي تحاول التخفيف من حالات الاستعصاء في الموقف التركي. فالطلب التركي المسرَّب بتأجيل الموعد المفترض نحو أسبوعين، وبالتالي إعطاء مهلة إضافية لتسليم أسلحة التنظيمات الإرهابية، يقدم ما يكفي من الإشارات التي تشي بالمأزق الذي يواجهه رئيس النظام التركي، في وقت كانت فيه المعلومات المتداولة من إدلب تشير إلى تفاقم الصراعات البينية؛ بين التنظيمات الإرهابية؛ بين رافض للفكرة ورافض للبدء بالتنفيذ، وربما في مرحلة لاحقة إلى خروج الموقف عن سيطرة نظام أردوغان ذاته. وجاءت التأكيدات الروسية سواء المتعلقة بالمهل المحددة أم لجهة التذكير بالنهاية المتوقعة التي سيوصل إليها الاتفاق، محاولة واضحة وصريحة على التمسك الروسي بالاتفاق من جهة، وفي رسالة تحذير واضحة من عواقب عدم التنفيذ من جهة ثانية، حيث الخيوط التي تتمسك بها موسكو تزداد تماسكاً على الرغم من التداعيات على الطرف الآخر الذي يواجه استعصاء مزدوجاً، وربما مركباً لجهة التعقيدات التي تزداد حدةً مع مرور الوقت، وترتفع وتيرة الاختناقات السياسية وتصبح الحلول أكثر استحالةً. اللعبة السياسية وصلت إلى نهاياتها، وحرب المهل تتشارك فيها تركيا مع الغرب على قاعدة الضغط السياسي والاستخباراتي، للحيلولة دون جرِّ تركيا إلى خانة المحاصرة الروسية المتقنة للتركي انطلاقاً من التعهدات التي قدمها وتباهى فيها غير مرة، مترافقاً ذلك كله بتصعيد بدأت التنظيمات الإرهابية بتحريكه من الاستفزاز المحدود، إلى سياق فتح الجبهات المؤجلة، ومنها ريف حلب الجنوبي، حيث يتكرر الخرق علناً وتحت أعين الرقابة التركية، إن لم يكن بتشجيع من أجهزة استخباراتها وتنسيق مسبق معها. الأيام الستة هنا ليست مجرد تواريخ تمر بساعاتها، بل في الاستحقاقات التي تستوجبها علناً لجهة الحالة القائمة وتفاصيلها الملحقة بجرعات إسعافية من منظومة العدوان ، التي تأخرت كثيراً، وربما جاءت في الوقت بدل من ضائع، وكل ما في الجعبة الغربية اليوم هو إعادة النفخ في رماد الأوراق التي أحرقتها التطورات السياسية، بينما تتكفل الإحداثيات الميدانية بذرِّ رمادها على حلبة المواجهة القادمة التي تشي بأن حرب المهل المفتوحة تغلقها مواعيد المواقيت المحددة، ربما كانت القصف التمهيدي لمعركة آن أوانها، وربما تأخرت قليلاً، لكن لا تغيُّر في النتيجة المحسومة، حيث ستعود إدلب إلى حضن الدولة السورية، وفق ما يحسمها يقين السوريين، وكما رددها لسان حال موسكو. |
|