تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سيف أزرق سُيشل

معا على الطريق
الجمعة 28-2-2020
ديب علي حسن

اللهم أجرنا من الأعظم، مقولة نرددها عندما يفاجئنا أمر ما نظن أنه ليس وقت قدومه، أو وقوعه، نتهيب للقادم بعده، وفي جعبة الخيبات التي نعيشها كمواطنين يصدق قول المتنبي: تكسرت النصال على النصال، لم يعد يعرف المرء من أين وكيف تأتيه رمية لم تكن في البال والخاطر.

لن نعدد ما جرى خلال الأيام الليلة الماضية من قرارات كثيراً ما قلنا: إنها صحيحة وضرورية في زمن غير الذي نحن نعيشه وكأن متخذي القرارات خارج الحياة اليومية التي نرى فيها نجوم الظهر، من سعي قاتل ومحموم وراء جرة الغاز، ورغيف الخبز، توفير المازوت (عطر المازوت) ناهيك عن الركض وراء وسائل النقل العامة، وغلاء الأسعار غير المسوغ أبداً، والقائمة الكل يعرفها.‏‏

اليوم تطلّ علينا وزارة الاتصالات بما أسمته الآلية الجديدة للتعامل مع الأنترنت، من حق أي جهة ما أن تنظم العمل وفق قوانين وأنظمة وأن تسعى لعدم الخسارة أولاً، هذا أمر مفروغ منه، لكن ليس في وقت غدا فيه العالم الافتراضي سلاحاً يشهر بوجهنا من قبل الأعداء، ولن نعيد على مسامع من يهمه الأمر، ماذا فعل الإعلام الوطني الإلكتروني من صفحات شخصية، إلى مواقع أيضاً شخصية، ومنصات ومواقع لمؤسسات ثقافية وإعلامية وغيرها، دور متميز ورائد وقدرة على التصدي لكل محاولات الاختراق والضخ العدواني.‏‏

من الطلاب، إلى الجنود، إلى الإعلاميين، إلى كل من في ساح الوطن، ورشة عمل تحدت الصفحات المغرضة، فككتها، عرتها قدمت الصفحات الوطنية الحقيقة الساطعة، وكانت وستبقى منبراً وطنياً عالياً، هذا كله تم نسيانه وتجاهله، قد يسأل أحدهم كيف: الصحفي أينما كان حين يلتقط خبراً يرسله مباشرة إلى وسليته الإعلامية ومن حسابه، قد يرفق صوره معه، أو مقطع فيديو، لم يكن يحسب حساب التكلفة الباهظة، لكنه اليوم سوف يفعل ذلك، قس الأمر على الفلاح والعامل والطالب والجندي، ممن يقدمون صفحات مميزة فيها روح الوطن والانتماء، مواقع الوسائل الإعلامية ماذا عنها، وكيف؟‏‏

ماذا عن طلابنا وتلاميذنا ممن أرهقتهم وزارة التربية بالعودة إلى الشابكة، عبء إضافي كبير لم يكن بالبال والحسبان، في الوقت الذي يعمل الأعداء على ملء الفضاء الأزرق بكل الأكاذيب والضخ الإعلامي، تقومون أنتم بشل سيف حقيقي، واجه، وقدم ومازال، الأمر ليس لعبة، ولاهو ميزان ربح وخسارة مادية، إنما هي معركة بناء فكري ومعنوي، وتحد في الفضاء الأزرق وإذا كانت وزارة الاتصالات تظن أن دورها يقتصر على تأمين الشبكة فهي مخطئة تماماً، هي اليوم وسيلة تفاعل وضخ إعلامي دورها كما الإعلام والثقافة والتربية.‏‏

عندما قررت شركة مشغلة لبعض وسائل التواصل الاجتماعي التوقف ليوم واحد عن خدماتها، خرجت المخابرات المركزية الأميركية، وعطلت قرار التعطيل، وقالت: نحن نعمل في إيران، نوجه من يعمل ضدها هناك، ولم تتوقف الشركة عن العمل حتى تتيح لعملاء الولايات المتحدة الضخ والعمل المخرب.‏‏

سماؤنا الافتراضي، سلاح فتاك وفاعل، لم يقصر أبناء الوطن بما أملى عليهم الواجب، لكنكم قصرتم بدراسة نتائج ما سوف يترتب على الأمر، ومن ثم نسأل: ألم تقولوا إننا أمام بوابة حكومة إلكترونية ؟ هل من الفائدة التضييق بهذا الشكل على تجربة جديدة قادمة؟‏‏

احسبوها جيداً بميزان الربح النهائي، إنها إذا نفذت الآن ستكون النتائج غير ما ترجون.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية