تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من أجل استراتيجية ثقافية...

رؤية
الاثنين 5/6/2006
ديب علي حسن

لا أظن أن اثنين يختلفان على أن الاستثمار في رأس المال البشري أقصد في الأفكار هوالاستثمار الأغلى والأبقى وأكثر عطاء واستمراراً وهذا السر الذي نعرفه ويعرفه الجميع نقفز عليه ونمضي نتغنى بما أنجزناه هنا وهناك في استثمارات أخرى وهي ضرورية وهامة, ولكن التنمية مهما بلغ شأنها فإنها لن تكون قادرة على إحداث تغيير لا في نمط الحياة والتفكير ما لم يكن الاستثمار التربوي والثقافي قد أعطى ثماره, وهو عطاء يستمر طويلاً في البناء والحصاد.

وعلى هذا الأساس يحق لنا أن نسأل ثلاث جهات على الأقل ماذا فعلت من أجل وضع استراتيجية ثقافية واضحة الملامح والمعالم أم أنها تكتفي بما يحصل من نشاط في غالب الأحيان لا يكون كافياً ولا مناسباً, لنا أن نسأل وزارة الثقافة: لماذا لا تضع الوزارة ملامح استراتيجية ثقافية وتعلن على الملأ, تناقش وتعدل وتوجه وتبين مصاعب تحقيقها أو إمكانية التحقيق, اتحاد الكتاب العرب هل من حقهم أن يكتفوا بأن يظلوا في أبراجهم الاسمنتية ينشدون معلقات الطباعة الغبارية في الأسبوع الأدبي.. لماذا لا نرى ولا نسمع أصواتهم وكأنهم في عالم مسحور...‏

الجهة الثالثة وزارة الاعلام بوسائلها المقروءة والمسموعة والمرئية وقد نضبت مياه الثقافة فيها وبدت ضحلة حتى تكاد البعوضة تغرق فيما نقرأ ونسمع ونرى من ثقافة في هذه الوسائل.. والسؤال الأكثر مرارة: لماذا نلوم الآخر الذي يخترقنا ثقافياً إن استطاع الى ذلك سبيلاً, ونحن جالسون القرفصاء, ننعم بسكينة الخجل وببضع كلمات نرددها عن التراث والحضارة دون أن نفعل شيئاً.. هل ننتظركم?‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية