تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المنجمون يطالبون بنقابة!!

مجتمع
الأحد 27-1-2013
أيدا المولي

لم يعد يقتصر ظهور المنجم على ليلة رأس السنة بل صار ظهورهم أكثر من الهم على القلب وصار التنجيم شغلة من لا شغل له وقد ترافق هذا الكم من المنجمين مع الكم المماثل من المحللين السياسيين وخصوصاً في فترة الأزمة التي تعيشها سورية فقد بات الكل يتوقع ويتنبأ انطلاقاً من معطيات لا ندري من أين استمد مصداقيتها؟

حتى صار الناس يتوقع من بعض المنجمين أن يحل محل علم الغيب خاصة عندما يتوقع سقوط طائرة في بلد ما أو حدوث كوارث طبيعية في بلاد تفرض عليها طبيعتها الجغرافية والجيولوجية حدوثها ،كانو ا توقعوا موت أحد الملوك العام الماضي.. لكن هذا العام لم يحدث ولم تصدق توقعاتهم وتوقعوا أشياء أكثر من أن تعد ووجهوا رسائل تحذير لبعض الفنانين من العمل ورسائل تنبيه إلى القادة واعتبروا رؤساء الدول خاتماًَ ماسياً في أصابعهم ولولاهم ما مشى الكون بهذه الطريقة فهم»الوحيدون الكثر» الذين يتراءى لهم المشهد وتظهر الصورة مفسرة مرة ومبهمة مرة أخرى مما يعني أن الكاميرا التي يشاهدون من خلالها تظهر الأحداث التي تريدها وتجعل أحداثاً أخرى رمادية وبعضها أسودمما يعني أن الفيلم احترق..‏

كنت أعرف أن الفلك علم وهو مدون ضمن رسائل إخوان الصفا وبحاجة إلى استخدام علوم الرياضيات والفيزياء وربما الكيمياء /باختصار/ بحاجة إلى فك رموز وشيفرة حقيقية وأنا لم أستطع الإلمام بهذه الرسالة لصعوبتها. بالتساؤل:كيف أوتي لكل هؤلاء هذا الذكاء لفك الرموز؟ ولماذا تهافتوا على قراءة الطالع واستشراف مستقبل الأشخاص ومستقبل الدول ومنهم من استقى الأفكار من برامج الأطفال ومن حكاية بياض الثلج حيث زوجة الملك تطلب من المرآة أن تجيب على سؤالها بقولها:(مرآتي هل يوجد أجمل مني امرأة في الكون؟) ولأن المرآة ذات سياسة موجهة فهي تلاحق ابنة الملك فقط دون سواها لأنها الطرف الآخر الوحيد الذي ينافس زوجة الملك. وهذا ما يحدث فيهم المنجمين ويكشف تناقضاتهم، فهذا يعرّي وذاك يلبس، وهذا يحرك وذاك يشّل وهكذا ينتظرون منا -كمشاهدين- أن نحافظ على توازننا ونصدق توقعاتهم غير المستندة على شيء منطقي؟ ونسأل: لماذا نصدقهم ولماذا نحن بحاجة إلى أن نسمعهم أصلاً ؟ إذا كانوا هم يقبضون إذا تكلموا؟ فماذا نقبض نحن إذا تابعنا وسمعنا؟/‏

أسئلة كثيرة تطرح في هذا المجال وتعليقات أكثر لكن أجملها: أن قارئي الغيب يجب أن تخصص لهم نقابة تحميهم ويجب أن يسن لهم قانون يحفظ لهم حقوق الطبع وحقوق الكلام..‏

لأنهم ولأنهن رجال ونساء هذه الفترة التاريخية التي تنوي إعادتنا فكرياً إلى أكثر من مئة عام إلى الوراء.. وصدق فيهم القول لكل زمان رجاه.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية