|
رؤيـــــة وهو البطل الذي اشتهرت ثورته السورية الكبرى بأنها انطلقت تحت شعار «الدين لله والوطن للجميع» دون أي دعم أو تسليح خارجي، بل انطلقت بالسيف وأبادت الآلاف من الجيش الفرنسي، وهو أيضاً من شكّل مجموعة من أحرار العرب استظلت بالعلم العربي، ذلك العلم الذي نسجه أهل بيته وكان أول علم يرفرف في سماء دمشق بعد احتلال عثماني دام 400 عام، وهو من رفض منحه لقب باشا وهي رتبة عسكرية من الأتراك ووضعها على رقبة كلبه ليعبر عن احتقاره لرتبة تأتيه من المستعمر، ما أحوجنا في هذه الظروف التي تمر بها بلادنا أن نستلهم من هؤلاء العظماء الذين قدموا الكثير من التضحيات وكان همهم دائماً وأبداً الإنسان بعيداً عن الطائفية والعائلية والمذهبية، إذ كانوا يرون فيها مرضاً اجتماعياً خطيراً على الوطن.. اليوم والوطن هو المهدد علينا أن نتمثل مثل هذه النماذج، بني وطني.. في مثل هذه الظروف أضم صوتي إلى سلطان الجبل والداخل والسهل لأقول: اعلموا أن التقوى لله والحب للأرض والحق منتصر. بني وطني.. إن العدو يريد أن يلقي بأسهم بيننا فتنبهوا حتى لا تقع الغفلة فنجد أنفسنا وسط غوغاء التفرقة وهي السم الزعاف الذي يقيم الحواجز بيننا وينزغ بين القلوب. بني وطني.. إن جسد وطننا اليوم دامٍ ومصاب بأحزان نافذة إلى أرواحنا وما ذلك إلا بسبب اختلاف الكلمة، اليوم ونحن نتعرض لحرب عالمية كونية علينا أن نعرف أين نضع خطواتنا ما دام لابد لنا أن نمشي.. سورية اليوم تتحاور، ونأمل أن نشهد على المستوى الشعبي والرسمي ندوات مكثفة وحوارات استثنائية على مستويات مختلفة.. فالحوار لا بد أن يعطي نتائج ناجعة، ودمشق كانت ولا تزال ملتقى الحوار والتلاقي والتسامح، وما زالت الأرض الطيبة والوطن الذي يتسع للجميع.. فهل نصلح ما أفسد أعداؤنا لاجتثاث بذور السوء التي بذرها في تربة الوطن الغالي لنودع عهد الهدم ونستقبل عهد البناء. |
|