تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«سورية تريد» .. فيلم يدعونا إلى المحبة والتسامح

شباب
الأحد 27-1-2013
كان ومازال للفن حضور في معاناتنا لنقلها على أمل تجاوزها والمعافاة منها، وهذا ما أراده الشاب السوري حنا كريم بفيلمه القصير «سورية تريد» ست دقائق تنقل كاميرته مشاهد و صوراً من يوميات كل واحد منّا بآلامه ومعاناته ترافقها موسيقا تصويرية

متصاعدة في سؤال عن وطن مميّز هو سورية ماضيا وحاضرا ومستقبلا حيث تتخلل الموسيقا جملة يقول فيها صوت حزين غاضب «أنا أريد وأنت تريد.. وسورية ماذا تريد» ففي كل مشهد على قصره تكثيف لحياة مختلفة فرضتها الأزمة وتغيرات ربما يصعب احتمالها، وطبعت بذاكرتنا قصصا مؤلمة قد لا يمحوها العمر ولا تحصيها الأفلام.‏

فوطننا سورية يمر بأقسى أزمة في التاريخ تستهدف حضارتها وثقافتها وتاريخها وإنسانها الذي يراه كريم أنه مازال يعمل لجني ما تبقى ويرمم ما تناثر بعد أن حرق مرارة الماضي بتصميمه على أن يكون لسورية غد أفضل وبإيمانه أن المحبة والسلام هي المنقذ لهذه الأرض ومن عليها.‏

واستخرج كريم الشاب الجامعي من مدينته حلب الشهباء صورا حية وواقعية تعكس مدى المعاناة التي عاشتها هذه المدينة وأهلها جراء الأعمال الإرهابية وجسدها في إطار بصري حصل عليه بعدسة متواضعة تقنياً لكنه أنتج صورا متتابعة يرى كريم أن في كل جزء منها حكاية ألم وسيرة معاناة يعيشها السوريون بسبب ما تتعرض له هذه البلد من إرهاب وخراب وتدمير لحق مجالات الحياة الفكرية والنفسية والمعيشية للمواطن السوري.‏

ولفت إلى أن مشاهد العرض تنقسم بين ما تعلمناه من هذه الأزمة وما خسرنا فمشهد الشمعة يعكس أهمية الكهرباء وقيمتها التي أدركناها بعد أن صارت غير متاحة ومتوافرة كالسابق ومشهد آخر للأيدي المبسوطة بوضعية الدعاء والصلاة تذكرنا أن الأمل موجود ونحن بحاجة إليه في وقت تتداخل فيه صورة لسلة خبز بما لها من دلالات روحية ومعنوية ومادية وتعلو حولها أصوات التراتيل والدعاء والصلاة وكأنها تريد أن تقول إن المحنة وحدتنا وجمعتنا على اختلاف أطيافنا.‏

وللطفولة وبراءتها كان في فيلم «سورية تريد» صورة اختصرت بأنامل طفولية لم ترسم أطفالا يلعبون أو بستانا أخضر بل رسمت طفلا تسيل منه الدماء أراد الفيلم حسب كريم أن يوصل آثار الإرهاب والقتل على مخيلة ونفسية الطفل الذي كبر قبل أوانه وذاق المعاناة والحزن بدلا من اللعب والفرح.‏

وفي الجزء الأخير للفيلم يظهر الخراب والدمار الذي لحق بمدينة حلب جراء الإرهاب وآثاره على البشر والشجر والحجر ليدعو للعودة إلى سورية والالتفاف حولها بقلوب من المحبة والتسامح كي تهدينا مستقبلا مليئا بالسلام والأمان.‏

ويقول كريم إن الفيلم عبارة عن جزأين الأول معاناة سورية والسوريين والثاني هو الأمل ببناء سورية المستقبل ولكل السوريين ورسالتنا في ذلك هي كيف نخلق من الالم أملاً فالصورة مهمة جدا في وقتنا الحالي لأننا نستطيع من خلالها أن نوصل هدفا أو رسالة معينة بطريقة سلسة وسهلة علما أنها سلاح ذو حدين يجب أن نعرف كيف نستخدمه ليخدمنا لا ليضرنا.‏

يشار إلى أن الفيلم حصل على 1000 مشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعي في الـ 24 ساعة الأولى من عرضه فيما وصل خلال عشرة أيام إلى ما يقارب 15500 مشاهدة ومازال العدد مستمرا بالزيادة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية