تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


العنف

شباب
الأحد 27-1-2013
 لينا ديوب المكان:

ازدادت في السنوات الأخيرة مناقشة ظاهرة انتشار العنف بين الشباب في مختلف المجتمعات، وكان السؤال يدور هل ينتج العنف عن كره الذات أم عن حبها؟

وكانت وجهة النظر السائدة أنّ السلوك العدواني ينشأ من الافتقار لحب الذات و تم إقناع المستشارين والاختصاصيين الاجتماعيين والمدرسين في جميع أرجاء البلاد بأن تعزيز حب الذات عند الشباب هو الوسيلة الرئيسية لكبح جماح السلوك العدواني لديهم ولتشجيعهم على أن يكونوا ناجحين اجتماعياً ودراسياً، هناك مدارس كثيرة تشجع الطلاب على سرد الأسباب الكامنة وراء كونهم أناساً رائعين، كما أنّ هناك العديد من أولياء الأمور والمدرسين الذين يخشون توجيه الانتقاد للصغار خشية أن يسبب ذلك أذى نفسياً خطيراً من شأنه أن يحول الطفل الواعد إلى حالة العنف أو إلى فاشل مثير للشفقة.‏

في مقابل ذلك نجد من يقول: إن الغرور والإيمان بالتفوق والنجاح هو أحد أسباب العنف، مهما يكن من أمر فإن السؤال هل ينطبق ذلك على شبابنا؟ أي هل تحقق تربيتنا الأسرية شرط حب الذات، خاصة وأنها تقوم على مبدأ طاعة الأب أو الأخ الكبير، والتي تؤسس لعنف أسري يقلل من أهمية الفرد لصالح الأسرة. تقول الأبحاث التي أجريت مؤخرا عن شبابنا ومن أجلهم أنهم يعانون من التفكك الأسري ومن تحكم الأهل برغباتهم في الدراسة والعمل والزواج ما يؤدي إلى عدم بناء ذات قوية، مع بيئة اجتماعية محدودة لاتوفر خيارات يمكن للشباب من خلالها اثبات ذواتهم، ويجعلهم فريسة للسلوك العدواني وللعنف، مما يفرض علينا مواجهة مجمل تلك الأسباب لمواجهة انتشار العنف، سواء وقفنا مع علم النفس الاجتماعي في تحديده ما الذي يقود إلى العنف أهي كثرة حب الذات أم قلته؟ ولابد من توفير بيئة أسرية واجتماعية لنستطيع قياس حب الذات بطرح الأسئلة الموحدة المعايير التي يستخدمها الباحثون مثل «إلى أي حد أنت ناجح في التعايش مع الآخرين؟» و»هل أنت ناجحٌ بشكل عام في عملك أو دراستك؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية