|
سنابل الطفولة وتنشر ظلالها تحت كل شجرة وارفة، أخذنا نتمتع بجمال الطبيعة حول الطريق المؤدي إلى السهول... فلم نكد نصل حتى أخرج أخي الكرة ونادى أختي كي تلعب معه.... لعبت معهما قليلاً.... ورجعت إلى عادتي القديمة كما تقول أمي... أخذت أسير بين الأشجار النضرة التي تراقص النسمات العليلة، فلاحظت عصفوراً صغيراً في ظل إحدى الأشجار... هرعت إليه التقطته... شعرت بالألم لحال هذا العصفور الصغير المسكين فقلت في نفسي، أنا أبقى بصحبة أهلي لا أستطيع فراقهم، فكيف سيكون حال هذا الصغير؟!... أسرعت إلى تلك الشجرة، وضعته في عشه، داعبته قليلاً فأرخى جناحيه الصغيرين في عشه الدافئ... وظهرت عصفورة أخذت تدور حول الشجرة، وبين الحين والآخر كانت تنقض باتجاهي، ثم تعود وتستأنف الطيران.... فابتسمت.. لقد فهمت ما تقوله لي... فتراجعت إلى الوراء... وهبطت في عشها تحضن صغيرها... إنهما يشعران بالفرح والأمان... وما هي إلا لحظات حتى أتت أمي ملهوفة، فهرعت إليها فرحاً... لقد شعرت مع أمي بالاطمئنان، فشاركنا العصفورين الشعور ذاته بالفرح والسكينة والأمان. الرائد الطليعي: تميم أبو عبيد |
|