|
استنبول
وباختتام هذه المباحثات تكون العلاقات السورية التركية قد دخلت مرحلة جديدة تتمم ما سبقها, وتفتح الطريق امام البدء بالخطوات العملية باتجاه ان يكوّن البلدان معا فضاءً اقتصادياً واحداً بين اوروبا والعالم العربي. وان كان من عنوان يوضع للزيارة. فهي بكل تأكيد الصداقة السورية التركية المحكومة بعلاقات سياسية واجتماعية رفيعة المستوى وبعلاقات اقتصادية بدأت تأخذ طريقها للارتقاء الى مستوى العلاقات السياسية والمحكومة ايضا بمحبة الشعب التركي الكبيرة لسورية والتي تشعر بها تتسلل الى قلبك بمجرد ان يعرف من تتعامل معه انك سوري. ولعل الاستقبال التركي الاستثنائي بكل المعايير . والاهتمام الذي حظي به الوفد السوري وفي كافة التفاصيل جعلنا نشعر جميعا انها تركيا الدولة الكبيرة والشفافة كما وصفها السيد عبد الله الدردري . تركيا التي تتعامل بالثقة وبنفس اللغة مع كل دول العالم فكيف مع توفر عامل المحبة لجارتها سورية. وكان الدردري التقى امس مع وزير الدولة للشؤون التجارية كورشاد توزمن تم خلال اللقاء مراجعة مجمل قضايا التعاون للمرحلة السابقة.. وفي كافة المجالات , ووضع تصورات للمرحلة القادمة بما يساعد تسريع مشاريع العمل المشتركة بكافة مستوياتها. كما تم بحث سبل تطوير العلاقات التجارية وما ينتظر التعاون التجاري بعد وضع اتفاقية التجارة الحرة المشتركة موضع التنفيذ والمتوقع اوائل العام القادم بعد رفع الاتفاقية من مجلس الوزراء الى البرلمان للتصديق عليها. وذكر توزمن.. الذي حرص على متابعة زيارة الوفد لاستنبول بنفسه ان العلاقات السورية التركية تسير في الاتجاه والطريق الصحيح ولاينتظرها الا النمو والتطور. ووصف سورية بأنها بلد مهم وصديق لتركيا التي اختارت بقيادتها ومؤسساتها وشعبها ان تنمي العلاقات معها على ارضية صلبة من التقارب السياسي والاجتماعي. واشار الى اهمية تواصل رجال الاعمال في البلدين للعمل سوية على المساهمة في عملية تنسيق العلاقات وترجمة فرص العمل المتاحة الى واقع. نائب رئيس مجلس الوزراء عبد الله الدردري رأى أن مباحثاته مع السيد توزمن جاءت مراجعة للمرحلة السابقة وما تحقق فيها من تقارب على كافة الاصعدة ولوضع ملامح المرحلة القادمة باتجاه تشبيك كافة الجهات المعنية بعملية التطوير والتعاون. الدردري اكد اهمية التعاون مع تركيا بكل ما يحمله هذا التعاون من فضاءات مشتركة للبلدين. مشيرا ان مباحثاته مع توزمن وبقية المسؤولين الاتراك قد خلقت الكثير من الافكار المشتركة والتي سيجري العمل على صياغتها على شكل مشاريع للتعاون متوقعا ان تشهد الفترة القادمة الكثير من اللقاءات بين المسؤولين والفنيين ورجال الاعمال في البلدين للبدء والاستمرار في ترجمة اوجه التعاون التي بحثت. واوضح الدردري ان اللجنة الاقتصادية المشتركة ستعقد في الشهر الاول من العام القادم . كما تم تشكيل لجان لمتابعة حل المشاكل والعقبات التي تعترض المستثمرين وطرحت افكار تقبلها الجانبان وستصاغ في مشاريع من بينها انشاء شركة مشتركة للنقل السككي واخرى في القطاع الانشائي الى جانب شركة مشتركة للتنقيب واستخراج النفط وفي كل ماطرح من افكار مع التقبل التركي الصرف لها. فقد رأى الدردري ان الكرة في ملعب السوريين.. ولابد من المضي قدماً في استنهاض كل المجالات المتاحة للتعاون. على كل فإن الزيارة بكل ماحملته من افكار ومباحثات ولقاءات.. لابد انها ستعزز التواصل السوري التركي وستؤكد ان هذا التواصل هو تعبير عن محبة الشعبين لبعضهما واقتناعهما بأن كل منهما هو امتداد للاخر رغب الاخرون ام لم يرغبوا. فعند الحديث عن تركيا تجد نفسك اسير مشاعرك الخاصة وهي تضج بالحب وبالمودة . فهذا مايغرسه الاتراك في قلبك عندما تقول لهم انك سوري وهذا مانقله الدردري ايضا الى الاتراك باسم الشعب السوري باكمله . |
|