تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مـرضــــى ولكـــــن ..؟!

عين المجتمع
الاثنين 30-11-2015
غصون سليمان

في الكلام المباشر وغير المباشر أكدنا مرارا ونؤكد اليوم بأن الدولة والحكومة على السواء لم تقصر على الدوام بتقديم معظم المرافق و الخدمات المجانية المدعومة بمئات الملايين من الليرات والدولارات وتتحمل عبء التكاليف وفروقات الأسعار في أوقات الحصار و السلم والحرب...

ولعل قطاعي التعليم والصحة شاهدان كبيران على معظم الخدمات المجانية والتي يستفيد منها ليس مئات الألوف بل الملايين من أبناء هذا الوطن ..‏

مناسبة هذا الكلام ما تشهده المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة من إقبال كبير من قبل المواطنين لتلقي العلاج وأخذ الدواء .لكن للأسف هناك من يستغل لغاية اللحظة عن قصد او دون قصد كرم الدولة وإمكانات الحكومة ولو على ظرف سيتامول ..‏

إذ يلاحظ أن العديد من المراجعين هم ليسوا بمرضى ولكنهم قدموا إلى تلك المراكز الصحية لأخذ الدواء فقط ولا مبالغة في ذلك،وإذا وجد الطبيب أي طبيب أن هذا المريض ليس بحاجة للدواء،فهو سرعان ما يتعرض للإهانة وحتى الاعتداء في بعض الحالات وذمه واتهامه بسرقة الدواء أثناء قيامه بالواجب ..‏

علما أن العديد من الأطفال المراجعين للعيادة برفقة أهلهم وذويهم يصطحبون بحوذ تهم من الطيبات تكاد تبلغ ثمن معاينة الطبيب أو شراء الدواء وهذا كلام حقيقة وليس من باب المبالغة و التلاعب بالوقائع الصحية ..‏

والسؤال أليس هذا حراما ومعيبا بحقنا تجاه الدولة عندما يهدر المال العام بغير فائدة لمن لا يحتاجه، باستثناء عيادات اللقاح، السكري ،الأمراض المزمنة ، فهذه يستحقها المواطن وتؤمن حاجاته الدولة باستمرار،أما عيادات الداخلية وعيادات الأطفال فهي برأي أكثر من طبيب هدر للمال العام كون المراجع ليس مريضاً كما أسلفنا ..‏

ومن المفارقات المؤلمة والحزينة هو أنه حتى الذين هاجروا أو هربوا إلى الدول المجارة..‏

لبنان تركيا الاردن وغيرها يتسللون خلسة إلى داخل القطر كي يلقحوا أطفالهم في بلدهم الذي تخلوا عنه،علما أن تكلفة اللقاح بالدول المجارة أكثر من خمسين دولار امع فتح ملف تكلفة بثلاثين دولارا أي مايعادل أربعة وعشرين ألفا ويزيد فيما الدولة السورية تقدمه مجانا لأبنائها منذ عشرات السنين...؟‏

ومع ذلك لايشبع المستغلون وضعاف النفوس من سلب الدولة لمقومات صمودها ..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية