|
على الملأ تراها وكأنها فاقدة لصوابها وهي تقوم بإعداد تقاريرها التي من المفترض أن توصّف الواقع كما هو وتبني عليه حفاظاً على مصداقيتها هي، وحرصاً على الاحتفاظ بقدرتها التي تتمكن من خلالها الوصول إلى نتائج صحيحة تستطيع من خلالها تقييم الأوضاع، والبحث عن حلول ممكنة، أو على الأقل محاولة المساعدة في ذلك وبما ينسجم مع توجهات هذه الهيئة أو تلك. منذ أيام غير بعيدة على سبيل المثال، أصدر البنك الدولي تقريره السنوي عن أنشطة الأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وطال التقرير بطبيعة الحال وضع هذه الأنشطة في سورية، وبدا البنك الدولي وكأنه يزفّ البشرى للإنسانية بأن سورية تراجعت في هذا المضمار، حيث وصلت إلى المرتبة (177) من أصل (189) لتُسجّل بذلك تراجعاً يصل إلى 34 درجة عما كانت عليه قبل الأحداث في عام 2010. المشكلة في هذا التقرير ليس تسجيل الوصول إلى هذه الدرجة، ولكن المشكلة تكمن في التعامي المتعمّد من قبل معدّي التقرير عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذا التراجع، حيث لم يأتِ التقرير على ذكر الدور المدمّر للإرهابيين في ضرب البنى الاقتصادية السورية وبشكل ممنهج، ولا على ذكر الدور الجائر الذي يلعبه الحصار الاقتصادي المفروض من أغلب دول العالم على الدولة السورية وعلى شعبها، ولا على ذكر العصابات الدولية المتعاونة من كل حدبٍ وصوب من أجل إسقاط الليرة السورية كعملة وطنية سورية، وفشلت في ذلك، وكأنَّ هذا البنك الدولي، غير مهتم بتحليل ما يجري على أرض عضوٍ من أعضائه، ولا باجتراح طريقة.. دعوة.. ولا حتى همسة يلفت من خلالها نظر العالم إلى حجم الجور الضخم والهائل الذي يتعرض إليه الاقتصاد السوري..! على كل حال لم تكن سورية يوماً تشعر بالاطمئنان تجاه هذا البنك وسياساته، ولا أسف عليه ولا على تقاريره، ولكن من أجل ما تبقى من ماء وجه هذا إذا كان له وجود بالأصل.. ومن أجل الاحتفاظ بطريق للعودة عندما تحقق سورية الانتصار.. وهي تنتصر. |
|