تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من نبض الحدث... الميدان يبعثر أوراق السياسة.. وقواعد اشتباك جديدة

الصفحة الأولى
الأثنين 30-11-2015
كتب - منذر عيد

لم تعد أُمنيات اردوغان تفيد في شيء (لو.. لم.. لو كنا ندري..). هلوسات السلطان الاحمق بعد اسقاطه الطائرة الروسية في سماء سورية لا طائل منها، ونحيبُه ورسائل التودد لم تتجاوز بمفاعيلها شفتيه.

وقع بفخ فعلته الارهابيه، سواء كان مدفوعاً اليها، أم «باجتهاد» ذاتي وأمر من عقله المريض الواهم.. فكانت الحدث الجلل الذي سيندم عليه طويلاً.. الأمور فقبل العمل الارهابي باسقاط السوخو ليس كما بعده، قفد تبدلت الرؤى الآن، واختلفت قواعد الاشتباك، فما كان خطاً أحمر لدى روسيا في هذه المنطقة او تلك، لسبب او لآخر، بات أولوية في الاستهداف، فما كشفه العمل الارهابي التركي تجاه الطائرة أماط اللثام عن جميع الاعمال الارهابية تجاه سورية وان لم تكن خفية على أحد، فبات التعاون التركي مع الارهابيين يتم على رؤوس الاشهاد.‏

تغيرت قواعد المواجهة «اللعبة»، فبات الطيران الروسي يضرب تجمعات الارهابيين على بعد سنتمترات من الحدود التركية، ماحياً بذلك جميع خطوط اردوغان الحمراء، ومسقطاً في ذات الوقت أوهامه في اقامة مناطق» إنسانية، آمنة» هنا وهناك، فقد تغيرت قواعد الاشتباك الآن، فإصابة «الدب» الروسي بطعنة في الظهر جعلته أكثر حذرا، وأشد صرامة، كما دفعت الاميركي والاوروبي الى قراءة الواقع بأعين أكثر واقعية، لتتعالى الاصوات من العواصم الاوروبية واميركا أن على تركيا اغلاق الحدود في وجه الارهابيين الذاهبين الى سورية، مطالب يدري أصحابها ما تمثله تركيا من «ترانزيت» لقوافل الارهابيين الى سورية.‏

تغيرت قواعد الاشتباك، فتقدم الجيش العربي السوري على الارض مدعوما بغطاء جوي روسي يشي بأن الامر أبعد من تعاون عسكري، يصل حد التنسيق والتفاهم السياسي بين سورية وروسيا وايران وباقي الحلفاء بانها تسير باتجاه الحسم النهائي، بعد اعادة المبادرة الى الميدان، واعطائه الكلمة الفيصل لحل الازمة في سورية، لتبعثر الوقائعُ الميدانية وانتصارات الجيش العربي السوري جميع الاوراق السياسية، ولترفع القواعد الجديدة عناوين جديدة حازمة وحاسمة: كفى يعني كفى..‏

بين الداخل والخارج.. يقبع اردوغان لاعناً تلك اللحظة، ويتمنى لو أن الزمان يعود الى ذاك اليوم ليقطع يد ذاك الطيار قبل أن يفكر باطلاق صاروخه باتجاه السوخوي.. لكن عذرا أيها «السيد» فالزمن لا يعود، وانت من جلب الدب الى كرمه، وانطبق عليك المثل القائل» دبور وزن على خراب عشو» وهناك من قال إن تركيا ستندم طويلا على فعلتها، فتلك خيانة لا تنقضي «بتبويس « اللحى، فبعض اللحى لها كراماتها ويستحيل على الكثيرين تقبيلها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية