|
طهران وقال خامنئي في رسالة جديدة إلى الشباب في البلدان الغربية على ضوء ما وقع في فرنسا مؤخرا ان العالم الاسلامي كان ضحية الإرهاب والعنف بأبعاد أوسع بكثير موضحا ان هذا العنف كان للاسف مدعوما على الدوام من قبل بعض القوى الكبرى بأساليب متنوعة. وأشار خامنئي إلى دور الولايات المتحدة الامريكية في تكوين وتقوية وتسليح الإرهابيين من تنظيم القاعدة وحركة طالبان وامتداداتهما المشؤومة وقال إلى جانب هذا الدعم المباشر نرى حماة الإرهاب التكفيري العلنيين المعروفين كانوا دائما في عداد حلفاء الغرب بالرغم من أن أنظمتهم أكثر الانظمة السياسية تخلفا بينما تتعرض أكثر وأنصع الافكار النابعة من الديمقراطيات الفاعلة في المنطقة إلى القمع بكل قسوة مبينا ان الازدواجة في تعامل الغرب مع دول العالم الاسلامي هي نموذج بليغ للتناقض في السياسات الغربية اضافة إلى دعم إرهاب الدولة الذي ترتكبه اسرائيل. واضاف قائد الثورة الاسلامية في ايران ان الحملات العسكرية التي تعرضت لها بلدان العالم الاسلامي في السنوات الاخيرة والتي تسببت في الكثير من الضحايا هي نموذج اخر لمنطق الغرب المتناقض مشيرا إلى ان الالم الذي تحمله العالم الاسلامي خلال هذه الاعوام من نفاق المهاجمين وسعيهم لتنزيه ساحتهم ليس بأقل من الخسائر المادية. وأعرب خامنئي عن أمله بان يغير الشباب في دول الغرب حاضرا أو مستقبلا هذه العقلية الملوثة بالتزييف والخداع والتي تمتاز باخفاء الاهداف البعيدة وتجميل الاغراض الخبيثة وقال00ان الخطوة الاولي في توفير الامن والاستقرار هو اصلاح هذه الافكار المنتجة للعنف. ودعا خامنئي إلى عدم البحث عن جذور العنف في أماكن أخرى من العالم طالما تسود المعايير المزدوجة في السياسة الغربية وطالما يتم تقسيم الإرهاب في أنظار حماته الاقوياء إلى أنواع حسنة وأخرى سيئة وترجيح مصالح الحكومات على القيم الانسانية والاخلاقية. وقال خامنئي ان جذور هذا العنف ترسخت تدريجيا على مدي سنين طويلة في أعماق السياسات الثقافية للغرب أيضا وراحت تعد لغزو ناعم صامت مضيفا ان الكثير من بلدان العالم تعتز بثقافاتها المحلية الوطنية حيث غذت المجتمعات على نحو جيد طوال مئات الاعوام محافظة على ازدهارها والعالم الاسلامي ليس استثناء لهذه الحالة لكن العالم الغربي استخدم في الحقبة المعاصرة أدوات متطورة مصرا على الاستنساخ والتطبع الثقافي في العالم. وتابع خامنئي ان فرض الثقافة الغربية على سائر الشعوب واستصغار الثقافات المستقلة هو عنف صامت وعظيم الضرر حيث تم اذلال الثقافات الغنية والاساءة لاكثر جوانبها حرمة رغم أن الثقافة البديلة لا تستوعب ان تكون البديل لها على الاطلاق مؤكدا أنه لا ينكر أهمية الاواصر الثقافية وقيمتها طالما تحصل في ظروف طبيعية وتحترم المجتمع المتلقي لكن الاواصر غير المتناغمة والمفروضة ستفشل لانها انعكاس لتأثرات التغذية الثقافية غير السليمة في بيئة ملوثة ومنتجة للعنف مشيرا إلى ان جماعات دنيئة مثل داعش هي ثمرة مثل هذه الصلات الفاشلة مع الثقافات الوافدة. وبين قائد الثورة الاسلامية في ايران ان الخطأ الكبير في محاربة الإرهاب هو القيام بردود الافعال المتسرعة التي تزيد من حالات القطيعة الموجودة ما يدفع المجتمع المسلم في أوروبا وأمريكا نحو العزلة أو الخوف وتحرمهم أكثر من السابق من حقوقهم الاساسية وتقصيهم عن ساحة المجتمع لان التدابير السطحية والانفعالية اذا شرعنت لن تثمر سوى تكريس الاستقطابات القائمة وفتح الطريق أمام أزمات مستقبلية. واشار خامنئي إلى ان الكراهية العميقة التي زرعت في قلوب شرائح من المجتمعات الغربية طوال سنوات الازدهار الصناعي والاقتصادي ونتيجة حالات عدم المساواة وربما حالات التمييز القانونية والبنيوية قد أوجدت عقدا تتفجر بين الحين والاخر بهذه الاشكال المريضة داعيا الشباب الغربي إلى تجاوز الصور الظاهرة لمجتمعاتهم ومكافحة مكامن العقد والاحقاد وترميم الهوات وأن يرسوا أسس تعامل مع العالم الاسلامي قائمة على ركائز معرفة صحيحة عميقة ومن منطلق الاستفادة من التجارب المريرة للوصول إلى عالم يشرق بأنوار الامل وبمستقبل زاهر على أرض المعمورة. وحول القضية الفلسطينية وما يمارسه الكيان الاسرائيلي من إرهاب بحق الفلسطينيين اوضح قائد الثورة الاسلامية في ايران ان الشعب الفلسطيني المظلوم يعاني منذ أكثر من ستين عاما من أسوأ أنواع الإرهاب وقال اذا كانت الشعوب الاوروبية أمس تلوذ ببيوتها لعدة أيام وتتجنب التواجد في التجمعات والاماكن المزدحمة فان العائلة الفلسطينية لا تشعر بالامن من الة القتل والهدم الصهيونية منذ عشرات الاعوام حتى وهي في بيتها. واشار خامنئي إلى الممارسات التعسفية والعنصرية للكيان الاسرائيلي بحق الفلسطينيين حيث يدمر كل يوم بيوتهم ومزارعهم وبساتينهم من دون أن يتعرض أبدا لمؤاخذة جادة مؤثرة من قبل حلفائه المتنفذين أو على الاقل من المنظمات الدولية التي تدعي استقلاليتها مبينا ان كل ذلك يحصل أمام الاعين المذعورة الدامعة للنساء والاطفال الذين يشهدون ضرب واصابة أفراد عائلاتهم أو نقلهم في بعض الاحيان إلى مراكز التعذيب المرعبة متسائلا أي نوع من العنف يمكن مقارنته اليوم من حيث شدة القسوة ببناء الكيان الصهيوني للمستوطنات. وختم خامنئي بالقول هل تعرفون في عالم اليوم قسوة بهذا الحجم والابعاد وبهذا الاستمرار عبر الزمن، فامطار سيدة بالرصاص في وسط الشارع لمجرد الاعتراض على جندي مدجج بالسلاح ان لم يكن إرهابا فما هو اذن، وهل من الصحيح الا تعد هذه الهمجية تطرفا لانها ترتكب من قبل قوات شرطة حكومة محتلة، أو بما أن هذه الصور تكررت على شاشات التلفزة منذ ستين سنة فانها يجب الا تستفز ضمائرنا. *** ولايتـي: مستقبل المنطقـة مرتبط بالتعاون السوري الروسي الإيراني أكد الدكتور علي أكبر ولايتي المستشار الأعلى لقائد الثورة الاسلامية في ايران أنه لا يمكن الحديث عن حوار بشان حل الازمة في سورية قبل وقف دعم الإرهابيين وقبل أن يتخلى جميع المسلحين عن سلاحهم مشيرا إلى أنه اذا تكرر في اجتماعات فيينا ما حدث في مؤتمر جنيف فان المسار السياسي لحل الازمة سيفشل. ونقلت قناة الميادين عن ولايتي قوله في تصريح لها ان الرئيس بشار الأسد بطل صامد ودافع عن شعبه خمس سنوات.. ويحدونا أمل كبير في مواجهة الجيش السوري للإرهاب. وشدد الدكتور ولايتي على أن مستقبل المنطقة مرتبط بالتعاون السوري الروسي الايراني معربا عن أمله بأن يحقق ذلك السلام ولافتا إلى أن اسقاط تركيا الطائرة الروسية فوق الاراضي السورية لا يخدم مصالح المنطقة و نريد وقف التصعيد. |
|