|
إضاءات ولولا قوته وتماسكه وعقيدته القتالية لتمكنت التنظيمات الإرهابية المدعومة من القوى الخارجية من تغيير المشهد السياسي والديموغرافي في المنطقة وأصبح العالم رهينة بيد الإرهاب المنظم. لقد فشلت كل محاولات خلق بديل وهمي يستطيع مواجهة الإرهاب وحماية السوريين من شروره ما جعل منه القوة الوحيدة القادرة راهنا على مواجهته وهزيمته واقتلاعه من جذوره ولعل الشراكة السورية الروسية في الحرب على الإرهاب وما اثبتته من نتائج عملية على الأرض هي المثال الحي والعملي على ذلك. إن نجاح الشراكة السورية الروسية في مواجهة الارهاب هو احد الاسباب التي تفسر الانزعاج والسلبية والتوتر في مواقف بعض القوى الدولية، وما السلوك العدواني والأرعن الذي اقدمت عليه القوات التركية بإسقاطها للطائرة الروسية بإيعاز من حكومة أردوغان وضوء أخضر من مشغليه في الغرب وغيره إلا دليل على ذلك، فأردوغان وحكومته وحزبه الاخواني الذين اصيبوا بالإحباط بعد فشل مشروعهم بإعادة انتاج مفهوم السلطنة العثمانية الاخوانية استثمارا فيما سمي زوراً (الربيع العربي) ملأ قلوبهم الحقد على سورية وجيشها وقيادتها الذين افشلوا وحطموا ذلك الحلم الوهم وزادهم حقدا وقوف حلفاء وأصدقاء سورية الى جانبها ودعمهم لها وخاصة المقاومة اللبنانية وكل من الجمهورية الاسلامية الايرانية وروسيا الاتحادية. إن القوى التي ساندت سورية في حربها على الارهاب ومواجهتها له تنطلق من مواقف أملتها وتمليها اعتبارات تتعلق باحترام الشرعية الدولية وحق الدول في الدفاع عن نفسها أمام أي اخطار خارجية واحترام سيادتها وكذلك ادراكها لطبيعة المخاطر التي تشكلها القوى الارهابية والمتطرفة من خطر يتهدد بلدانها وبلدان العالم حال تمكنها من السيطرة على أي كيان سياسي ليكون نواة لها لتستمر في تحقيق مشاريعها بقضم أراضي دول أخرى تحقيقاً لمشروعها الذي تعلن عنه جهاراً نهاراً وهو تدمير الكيانات الوطنية القائمة وتكريس جغرافياً طائفية وعرقية في المنطقة وذلك هو التجسيد العملي لنظرية الفوضى الخلاقة التي أطلقها المطبخ السياسي والاستخباراتي الاميركي قبل عدة سنوات وهو ما يصب بالنتيجة في خدمة الكيان الصهيوني الذي كانت استراتيجيته على الدوام شرذمة المنطقة العربية والإقليم عموماً وتقسيمه وتشظية مجتمعاته وإدخالها في صراعات لا نهاية لها استثماراً وإحياء لأحقاد تاريخية وغرائزية مقيتة لا تنسجم مع روح العصر ومفرداته وثقافته الإنسانية. إن الأعمال الإرهابية التي شهدتها بعض دول العالم في الآونة الأخيرة وكذلك السلوك العدواني التركي بمواجهة الطيران الروسي المساهم في الحرب على الارهاب اسقطت كل الاقنعة التي كان يتستر بها البعض في ادعاء الحرب على الارهاب وفي تعريف الارهابي من غيره وكذلك المعارض السياسي وتمييزه عن المجرم والقاتل الذي يحاول البعض اضفاء الشرعية على اجرامه ودمويته والقيام بعملية غسيل سياسي له بهدف تحسين صورته و الاستثمار السياسي في سلوكه الاجرامي وإرهابه الموصوف، ولا شك أن كل تلك المحاولات اليائسة محكوم عليها بالفشل لان زمن الخداع والتضليل قد مضى وانقضى ولم يعد بالإمكان تمرير الاكاذيب وتسويق الاجرام على الرأي العام العالمي أمام ما تكشف من حقائق دامغة جعلت من الصعوبة بمكان أن يلدغ أياً كان من جحر مرتين وخاصة من أولئك الذين اثبتت التجارب القريبة والبعيدة أن ثقافتهم السياسية وسلوكهم العملي لهما سمة ثابتة هي الغدر والخيانة وعدم احترام العهود والمواثيق. إن ما تكرس على الواقع فيما تعلق بالأزمة التي تعصف بالمنطقة يشير الى أن الأمور تسير باتجاه الانتصار على الارهاب وأدواته ومشغليه وما ردود الفعل المأزومة والمهزومة الصادرة عن وكلاء وأدوات الغرب الاستعماري والكيان الصهيوني إلا مؤشر فشل وهزيمة وإحباط ستمضي كالفقاعات وستترسخ الحقائق على الأرض وتفرض نفسها على الجميع عندها سيكتشف أولئك المخدوعون حقيقة أدوارهم وحجومهم الحقيقية ويلقى بهم على قارعة الطريق. |
|