تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أولى المشكلات

نقش سياسي
الثلاثاء 2-10-2018
مصطفى المقداد

بدأت السلطات التركية ترحيل أكثر من ألفي سوري من مخيم (أكشاكلله) في ولاية أورفة السورية التي تغتصبها تركيا منذ بدايات القرن العشرين، أما السبب فهو المظاهرات والاعتداءات التي حصلت في المنطقة نتيجة المشاجرات المتواصلة ما بين اللاجئين السوريين ومواطنين أتراك، فكانت النتيجة حرق وتخريب وتدمير محال السوريين والشروع بنقلهم إلى معسكرات أخرى خلال ثمان وأربعين ساعة.

الحادثة الحدث ليست أولى المواجهات بين السوريين والأتراك ، لكنها قد تكون الأبرز في الصدامات الدموية كمقدمة لما ينتظر تركيا وربما غيرها من دول ومجتمعات تجمع اللاجئين السوريين في مخيمات لغايات سياسية، وتحاول دوماً منعهم من العودة، أو مجرد التفكير فيها في ظل ما تسوقه من أكاذيب عما ينتظر العائدين من مخاطر الاعتقال والملاحقة.‏

وكمقدمة دموية في تركيا ستكر السبحة في مناطق أخرى وبصورة أكثر دموية وتوحشاً نظراً لحالة التحريض والتحشيد المستمر من جانب دعاة الفتنة والقتل الذين يعملون هناك بأوامر الاستخبارات التركية ومجموعة أردوغان السلفية الإخوانية الرجعية.‏

ولن يطول الأمر الذي سيكتشف به أولئك اللاجئون أكاذيب العثمانيين الجدد فينتفضون عليهم ويخرجون عن إطار سيطرتهم، وهنا خلال عملية النقل قد تحدث صدامات ستؤدي إلى ما هو أشد تعقيداً من القدرة على ضبط وجود اللاجئين وتحركاتهم ونشاطاتهم، وهذا أول بوادر الشر التي ستنعكس على زارعي الشر ذاته.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية