|
ملحق ثقافي تختلف وظائف النقد الأدبي اختلافاً كبيراً، فهي لا تقف عند حد المراجعة النقدية للكتب، بل تتعداها إلى المناقشة النظرية المنهجية. ورغم أن المراجعات تحدد في بعض الأحيان ما إذا كان سيتم بيع كتاب معين على نطاق واسع، فإن العديد من الأعمال تنجح تجارياً على الرغم من المراجعات السلبية، وقد اكتسب العديد من الأعمال الكلاسيكية، بما في ذلك موبي ديك هيرمان ميلفيل، جمهوراً عريضاً بعد فترة طويلة من المراجعة غير المنصفة وإهمال الرواية في البداية. وفي المقابل يطلب الناشر أن يتم الترويج لعمل معين، وهنا تتوقف قضية النقد على الترويج، وعلى عرض الكتاب بصيغة لطيفة تهدف إلى البيع فقط. ولأن النقاد غالباً ما يحاولون أن يكونوا مشرّعين، معلنين عن الأعمال التي تستحق الاحترام، فإن النقد هو هدف دائم للاستياء. يمكن للنقاد المضللين أو الخبيثين أن يثبطوا مؤلفاً يشق طريقه نحو أسلوب جديد يسيء إلى الذوق السائد. يمكن للنقاد أن يعوقوا الانخراط الجاد في الأدب من خلال صرف الانتباه عن الأمور الجوهرية. وكما لاحظ الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، قد يعلن الناقد أن الفكر الفرنسي هو ندوة دائمة بين باسكال ومونتين، ليس من أجل جعل هؤلاء المفكرين أكثر حيوية، وإنما لجعلهم أكثر موتاً. الناقد مفيد اجتماعياً، ولديه فهم أكمل للأدب ما كان يمكن أن يتحقق بدونه. وهو بذلك يساعد على خلق جمهور يهتم بالجودة الفنية. وبهذا المعنى، فإن الناقد ليس طفيلياً، بل شخصاً مسؤولاً جزئياً عن وجود كتابات جيدة في وقته وبعده. وإذا كان غير ذلك، فإن النقد في مشكلة حقيقية، وهو نقد مخادع وتضليلي. |
|