تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سكرات المأزومين

حدث وتعليق
الأربعاء 3-10-2018
ناصر منذر

يكتب السوريون اليوم الفصل الأخير، بعد أن شارفت المعركة ضد الإرهاب وداعميه على النهاية، وهذه حقيقة تؤكدها وقائع الميدان، وجنوح الكثير من الدول نحو تغيير لهجة خطابها تجاه سورية،

ولم يبق أمام الغرب الاستعماري سوى الرهان على حماية التنظيمات الإرهابية في ادلب، ومحاولات تأخير عملية الحسم العسكري لتحريرها من قبل الجيش العربي السوري، خاصة وأن الدولة السورية تضع مسألة تحرير المحافظة على رأس أولوياتها، سواء عن طريق التسوية السياسية والمصالحات، أو عن طريق القوة، وهي تنتظر اليوم تنفيذ نظام أردوغان لالتزاماته بموجب اتفاق سوتشي الأخير، والمؤطر زمنيا بتواقيت محددة، لا سيما وأنها رحبت دوماً بأي مبادرة تحقن دماء السوريين، وتساهم في إعادة الأمن والأمان إلى كل بقعة ضربها الإرهاب.‏

المعطيات على الأرض تشير حتى الآن إلى أن نظام أردوغان، الضامن الرئيسي لإرهابيي «النصرة» ومن يدور في فلكهم الإجرامي، لا يزال يناور وينافق للتنصل من الاتفاق، فهو لم ينفذ أي شيء على الأرض، لجهة إلزام إرهابييه بالانسحاب من المنطقة المتفق عليها بموجب اتفاق سوتشي، أو سحب الأسلحة الثقيلة، والمعلومات الواردة تؤكد أن إرهابيي ما يسمى جيش العزة استقدموا خلال الأيام الأخيرة آليات ثقيلة وجرافات وبدؤوا باستخدامها في تحصين مواقعهم، وأعلنوا رفضهم للاتفاق، علما أن الإرهابيين لا يملكون القرار، وإنما ينفذون ما يمليه عليهم ضامنهم العثماني، وهذا يثير الشكوك، ويكشف نيات أردوغان الخبيثة، لا سيما وأنه كمشغله الأميركي لا يمكن الوثوق به على الإطلاق.‏

شريكا الإرهاب الأميركي والعثماني يجهدان معا لإطالة أمد الأزمة، وأيضا إطالة أمد احتلالهما لأجزاء من الأراضي السورية، ورغم العلاقات المتوترة بين الجانبين، إلا أن قواتهما المحتلة بدأت بتدريبات مشتركة في منطقة منبج، حسب ما أكده وزير الحرب الأميركي جيم ماتيس، والغرض تقاسم مناطق النفوذ هناك، وهذا يفسر إصرار الجانبين على حماية الإرهابيين في ادلب، ومحاولة منع تحريرها، لصرف أنظار الجيش عن التوجه لاحقا نحو شرق الفرات والتنف ومنبج وعفرين، لأن المواجهة المقبلة ستكون مع داعمي الإرهاب أنفسهم، والدولة السورية أكدت مرارا أنها ستتعامل مع القوات الأميركية والتركية والفرنسية كقوات احتلال، وتلك القوات سيتم طردها عاجلا وليس آجلا، إما عن طريق التفاوض، أو بالقوة، تماما كما هو الأمر مع التنظيمات الإرهابية في ادلب.‏

رعاة الإرهاب على أبواب هزيمة مفضوحة، ولذلك يلعبون ورقتهم الأخيرة اليوم، باللجوء إلى استخدام كل وسائل الحماية للإرهابيين، باعتبارهم أوراقا تفاوضية لا يمكن الاستغناء عنهم، ولكن الكلمة الفصل تبقى للسوريين وحدهم، سواء في الميدان، أو في السياسة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية