تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فـن «التكـفيــت».. تراث دمشقي أصيل

الثورة
منوعات
الأثنين 24-2-2020
نيفين أحمد

تمتاز مدينة دمشق بكثرة الحرف اليدوية التي يبرع بها أبناؤها ويتوارثونها جيلاً من بعد جيل، ومن هذه الحرف النادرة ذات الهوية الدمشقية الأصيلة حرفة «التكفيت»،

وهي من الحرف التي تحتاج إلى ذوق فني فريد، ولهذا تفردت بها دمشق عن باقي مدن وعواصم العالمين العربي والإسلامي، ويعتبر الحرفي الفنان سنقر البغدادي من أمهر المزاولين لهذه الحرفة، وقد انتشرت على يده من بغداد إلى دمشق فـالقاهرة ومراكش، وتعد دمشق حالياً المدينة الأكثر محافظة وتمسكاً بهذه الحرفة وبراعة في إنتاج القطع الفنية.‏

وتحتاج هذه الحرفة الدمشقية الأصيلة إلى مواد أولية مثل النحاس كمادة أساسية إضافة إلى الذهب والفضة اللذين يعطيان للنحاس رونقا فنيا آخاذا، إذ يتم حفر الأواني النحاسية بغية تطعيمها وتكفيتها وتنزيلها بخيوط الذهب والفضة برسوم هندسية وهناك مناظر مأخوذة من الطبيعة كالأزهار، كما تعد الخطوط العربية جزءاً مميزا من اللوحات المرسومة، والتي تُضيف إلى هذه القطع جمالا وتضفي عليها ذوقاً خاصاً، ويستخدم في عملية التكفيت أقلام حفر فولاذية، ثم تحشى الأجزاء المحفورة بأسلاك رقيقة أو رقائق عريضة من الفضة أو الذهب بطرائق متعددة، وفي دمشق القديمة سوق خاص لهذه الحرفة يسمى سوق النحاسين.‏

يقول الباحث في التراث محمد فياض الفياض: يعد فن «تكفيت» النحاس وتطعيمه بالذهب والفضة من أهم وأصعب الحرف اليدوية، لأنه يتطلب جهداً كبيراً لإنتاج قطعة واحدة ذات جودة عالية، يشار إلى أن متحف «المتروبوليتان» في نيويورك يعرض في قاعاته أربع قطع تمثل صناعة «دمشق» وبراعتها الفائقة في فن التكفيت، ويعود تميز دمشق بهذه الحرفة إلى وجود أيادٍ ماهرة متمكنة، حيث برزت العديد من العائلات الدمشقية فيها تاركة بصمات واضحة ما زالت ماثلة حتى يومنا هذا.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية