تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حتى رايس!!



البقعة الساخنة‏
الجمعة 26-12-2008م‏
أحمد حمادة

ما نعرفه عادة عن رؤساء الولايات المتحدة ووزراء خارجيتها وحتى مسؤوليها الآخرين أن اعترافاتهم بالأخطاء وندمهم عليها تأتي بعد مغادرتهم للسلطة مباشرة أو بعد عدة شهور أو سنوات ، فنرى معظمهم وقد تحولوا إلى دعاة سلام وناقدي سياسات من هم على عرش السلطة.‏

لكن المفارقة التي تشهدها أميركا اليوم ، ومع قرب رحيل الادارة الأميركية ، هي تلك الاعترافات « وبالجملة» التي يتسابق فريق بوش لإشهارها للصحافة قبل مغادرة مناصبهم ، وفي مقدمتهم بوش نفسه الذي اعترف بأنه استند في غزوه للعراق على تقاريراستخباراته المضللة.‏‏

منذ فترة سمعنا ريتشارد بيرل يقر بأخطر من هذا ، ومن قبله أيضاً رامسفيلد وغيرهما ، واليوم تأتي وزيرة الخارجية كونداليزا رايس لتنضم الى قائمة هؤلاء الذين سيتحولون بعد فترة من الزمن الى « دعاة سلام» أو ربما إلى « تائبين» وأكثر من ذلك « مصلحين» أو حتى معارضين لسياسات أوباما القادمة ، وقد نسمع منهم أن هذه السياسات متطرفة وأن على صانعيها تغيير سلوكهم.‏‏

رايس تقر أخيراً بفشلها في تحقيق بعض الاهداف قائلة: إن التاريخ سينصفها وأن العرب يرون جزءاً من علاقاتهم بأميركا « مليء بالاهانة» وقلة الاحترام وأنهم مع الوقت سيعترفون بأن واشنطن دافعت عن حقوقهم.‏‏

فيالها من مفارقة عجيبة ويا لها من أمانٍ عجيبة لدى رايس، فأي جديد تكتشفه في رؤية العرب لعلاقتهم بأميركا؟ وأي احترام سيعترف به العرب مستقبلاً تجاه الاعتراف الاميركي بحقوقهم؟!‏‏

هل ينسى العرب تدمير أميركا لبلد عربي عزيز عليهم وتفتيت أرضه وشعبه وقتل مليون مواطن من أهله؟ وهل ينسى العرب مواقف أميركا التي أيدت اسرائيل في هضمها للحقوق العربية في فلسطين ولبنان والجولان ؟ وهل يستطيع أحد من العرب أن يقول: إن أميركا كان لها موقف انساني وحضاري في دارفور وفي الصومال وفي اي مكان من أرض العروبة؟!‏‏

بالتأكيد لن ينسى أحد ذلك ولن يتذكروا إلا شيئاً واحداً وهو أن اعترافات رايس وأمانيها ليست إلا سراباً لا وجود له في قاموس أحد من العرب!!‏‏

ahmadh@ ureach. com‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية