تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هــــل أحسّوا بالإهانة؟

‏‏
‏‏
شؤون سياسية‏‏
الجمعة 26-12-2008م‏‏
هيثم صالح

بعد تسع عشرة زيارة مشؤومة قامت بها وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس إلى المنطقة خلال توليها منصبها في الإدارة الأميركية غير المأسوف عليها والمرحب برحيلها عربياً واميركياً وعالميا،ً‏‏

وفي جردة أخيرة لحساباتها اعترفت رايس بمدى الكراهية التي تكنها شعوب العالم لهذه الإدارة وسياستها التدميرية التي اتبعتها خلال ثماني السنوات المنصرمة.‏‏‏‏‏

رايس التي بشرت يوماً أمام بعض العرب بولادة شرق أوسط جديد على دماء وجثث الأطفال والنساء والشيوخ المحروقة والمقطعة تقر اليوم بأن إدارتها قد تعاملت مع هؤلاء وأمثالهم ممن لايزالون يدورون في الفلك الأميركي بالإهانة وقلة الاحترام والاملاءات، وتتوقع أنهم يرون أن الولايات المتحدة تصرفت معهم بهذا القدر من الازدراء، فهل أحسوا بذلك يوماً؟ وهل يحسون به اليوم؟ وإذا كان الأمر كذلك فلماذا يصرون حتى الآن على التعلق بالمركب الأميركي الغارق ليغرقوا معه أكثر..؟!‏‏‏‏‏

ما هو أسوأ من كل ذلك، إصرار الوزيرة الأميركية على أن الحرب المدمرة التي شنتها إدارتها على العراق وخلفت ملايين الضحايا والمشردين والمعوقين قد حققت أشياء إيجابية لمواطني هذا البلد المنكوب، والأسوأ منه أنها ستجد بين العرب من يؤيدها في ذلك.‏‏‏‏‏

رغم كل الفشل الأميركي الذي أقرت به رايس وضيق حيز النجاح الذي تشدقت بتحقيقه في المنطقة إلا أننا نقول لها ولإدارتها : إنهما متفائلتان زيادة عن اللزوم، فلا الإدارة الأميركية الحالية ولا القادمة تستطيعان أن تمزقا النسيج العراقي المتعايش والمتآلف منذ مئات السنين إلى إثنيات متعددة ومتفرقة ولم ولن تستطيعا حسم الحرب وربحها في افغانستان أومحاصرة إيران وهزيمتها، أو كسر إرادة الشعب الفلسطيني بمقاومة المحتل أوشد لبنان لمعاداة محيطه وعمقه العربي، ولن تستطيع أي إدارة قادمة تحقيق النجاح وتكريس احترامها في المنطقة ما لم تقر بالحقوق المشروعة لأصحابها وشعوبها وتعمل على إعادتها لأهلها الشرعيين.‏‏‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية