|
دين ودنيا هزّ النخل < ما معنى أمر السيدة مريم بهز النخل وهي حامل في المخاض؟ << من المعلوم أن النخل لا يساقط ورقه بالهز، مهما كان المرء قوياً ولو كانوا جماعة من الرجال فكيف بامرأة ماخض ضعيفة في حال من الخوف الشديد؟ ولكن أمر الله لها في القرآن الكريم بهز النخلة يتضمن معنيين: الأول التنبيه على حاجة المولود للسكريات من الأطعمة عند الولادة، والثاني تعليم الناس مبدأ الأخذ بالأسباب إذ لم يشأ الله تعالى أن ينزل الثمر من دون سعي من العبد، وفي ذلك يقول الحكيم: ألم تر أن الله أوحى لمريم وهزي إليك النخل يساقط الرطب ولو شاء أحنى الجذع من غير هزه إليها ولكن كل شيء له سبب المحراب < ما المحراب الذي ورد في قصة مريم عليها السلام؟ ذكر القرآن المحراب عند دعاء زكريا ربه وعند نداء الملائكة له، الأولى: (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً قال يا مريم أنى لك هذا)، والثانية في آل عمران أيضاً : (فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب). والمحراب غرفة كانت تتخذ للعبادة والنسك، وسميت كذلك لأن العابد يحارب الشيطان فيها، وقد أقر الإسلام المحراب ولكنه منع من انفراده عن الناس وجرى العرف على أن يكون المحراب مفتوحاً في جهة القبلة من المساجد. وأول من أحدث المحاريب كما نراها اليوم الوليد بن عبد الملك، وينسب إليه أنه أيضاً أول من نصب المآذن، أما القباب فتنسب لأبيه عبد الملك بن مروان. عودة المسيح < ما الاعتقاد الصحيح بعودة المسيح عليه السلام؟ << القول بعودة المسيح عليه السلام إلى الدنيا بعد رفعه إلى السماء هو ما عليه جمهور الأمة، وقد تواترت به الأخبار في السنة الصحيحة، ومن أصرحها قول النبي صلى الله عليه وسلم: (يوشك أن ينزل فيكم المسيح ابن مريم حكماً عدلاً)، كما وجدت أحاديث متعددة بأنه ينزل في الشام والله تعالى أعلم. وقد توقف قوم من الفقهاء في إثبات خبر عودته على أساس أنه لم يرد في القرآن الكريم، وما ورد في القرآن الكريم كان محض إشارات تحتمل أكثر من تأويل، كقوله تعالى: (وإن من أهل الكتاب ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً)، فالضمير قبل موته يحتمل السيد المسيح ويحتمل من يؤمن به من الأتباع، والدليل إذا تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال، ومن الإشارات إلى ذلك أيضاً قوله تعالى: (ويكلم الناس في المهد وكهلاً ومن الصالحين)، ومن المعلوم أنه رفع عليه السلام في شرخ الشباب ولم يشهد كهولة في حياته، ما يرجح القول بأنه سيعود كهلاً ويكلم الناس، ومن الإشارات على ذلك أيضاً في القرآن الكريم قوله تعالى في وصف السيد المسيح: (وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها)، وقد قرئت في غير المتواتر: (وإنه لعلَم للساعة)، بفتح اللام أي علامة عليها. والجمهور على أنه ينزل في آخر الزمان ليحكم بالعدل والله تعالى أعلم. |
|