|
دين ودنيا خصصها لمناقشة المنهج الذي يسير عليه العلمانيون في فهم القرآن الكريم ودراسته وتفسيره، فوقف عند آراء العلمانيين المعاصرين بشكل بحث شامل للوطن العربي، ودرس أفكارهم وناقشها، وكان مخطط رسالته في أربعة أبواب: الباب التمهيدي: الذي تحدث فيه عن العلمانية وعن الاتجاه العلماني في علوم القرآن. الباب الأول: تحدث فيه عن مفهوم الوحي والنبوة عند العلمانيين، لأن تصور العلمانيين لظاهرة الوحي والنبوة أمر لازم لإدراك رأيهم في القرآن وأحكامه.. الباب الثاني: تحدث فيه عن تاريخية أحكام القرآن، وركائزها عند العلمانيين، تلك الركائز التي يستندون إليها في قولهم بتاريخية القرآن الكريم وأحكامه، فعرض أفكارهم في هذا الموضوع ثم نقدها وفندها مع الأدلة. الباب الثالث: تحدث فيه عن اختراقات النص القرآني، ومراد العلمانيين من ذلك المصطلح أن النص القرآني عرضة للآراء والأنظار المختلفة، فهو وعاءٌ يتسع لكل القراءات ولو كانت إلحادية، يقول كل شيء، ولا يقول شيئاً!! ثم ختم البحث بذكر أهم النتائج والتوصيات التي انتهى إليها البحث، والتوصيات التي يراها الباحث. من أهم العلمانيين الذين ناقش المؤلف أفكارهم : من المشرق: طيب تيزيني، ومحمد شحرور، ومن مصر: محمد سعيد العشماوي، ونصر حامد أبو زيد، ومن المغرب العربي: الصادق النيهوم، ومحمد أركون، كما ضم البحث عشرات غيرهم.. والكتاب محاولة لعرض أفكار العلمانيين حول القرآن ومناقشتها وتفنيدها بالأدلة الوافية الكافية لرد شبهاتهم ومطاعنهم حول القرآن الكريم، خصوصاً أن كثيراً منهم يركن في شبهاته تلك إلى ما يجمعه من أقوال شاذة وأحاديث موضوعة وضعيفة لها صلة بعلوم القرآن، فيجمعها برباط غير شرعي فيستولد منها النتائج الباطلة التي تنتج شبهاته تلك. من أهم الأفكار التي أوردها المؤلف: المواجهة مع ما يسمونه بـ (اختراقات النص القرآني)، حيث يرون أن من حق أي مجتهد – مهما كان اختصاصه واعتقاده! – أن يجتهد في أحكامه بما يناسب العصر الذي يعيش فيه!! المواجهة مع القول بتاريخانية القرآن الكريم، ويريدون بها أن أحكام القرآن وتشريعاته في الأسرة والحدود والمجتمع والاقتصاد – ما عدا العبادات – خاصةٌ بالعصر الذي نزل فيه القرآن، ولا تتعداه إلى غيره، فقد نفوا إمكانية صلاحية أحكام القرآن لكل زمان ومكان. إن صدور دراسة لمواجهة الفكر العلماني لدى المفسرين الجدد تعتبر ضرورية وهامة، خاصة بعد تزايد التوجه العلماني في تفسير القرآن الكريم. |
|