|
دين ودنيا فبولس الرسول أخذ يداوم على الذهاب إلى المجمع في أفسس مدة ثلاثة أشهر،ثم (انفرد بالتلاميذ وبدأ يعقد مناقشات كل يوم في مدرسة رجل اسمه تيرانّوس وداوم على ذلك مدة سنتين، وهكذا وصلت كلمة الرب إلى جميع سكان مقاطعة آسيا من اليهود واليونانيين، وكان الله يجري معجزات خارقة على يد بولس ،حتى صار الناس يأخذون المناديل أو المآزر التي مست جسده ويضعونها على المرضى فتزول أمراضهم).وفي الحدث الشريف عن أنس (كان رسول الله إذا صلّى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء، فما يؤتى بإناء إلا غمس يده، فربما جاؤوا في الغداة الباردة فيغمس يده فيها) أي يطلبون البركة. وحين طلب سواد بن قارب من النبي محمد أن يكشف عن بطنه في القصة المعروفة، قال له:أحببت أن يمس جلدي جلدك). ومن هذا التبرك ما فعلته مريم أخت لعازر وتلميذة السيد المسيح، حين جاء يسوع عليه السلام إلى بيت عنيا بلدة لعازر (فأخذت مريم منّاً ـ أي ثلث لتر ـ من عطر الناردين الخالص الغالي الثمن، ودهنت به قدمي يسوع، ثم مسحتهما بشعرها، فملأت الرائحة الطيبة أرجاء البيت كله). وفي الحديث الذي يرويه أنس: (لقد رأيت رسول الله والحلاق يحلقه، وأطاف به أصحابه، فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل). وفي حديث أبي أيوب الأنصاري حين نزل النبي في داره يوم وصل المدينة المنورة، يقول أبو أيوب:(كنا نصنع له العشاء،ثم نبعث إليه فإذا ردّ علينا فضلة، تيممت أنا وأم أيوب موضع يده، فأكلنا منه نبتغي بذلك البركة). وعن أبي جحفة قال : (خرج النبي بالهاجرة إلى البطحاء، فتوضأ وصلّى فقام الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بها وجوههم، فأخذت يده فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب من رائحة المسك). محا حبهــا حب الأُلــى كن قبلها وحـلت مكاناً لم يكن حلّ من قبل إن الحديث عن الحب حديث ممتع،وما يحكم علاقة المتحابين قانون خاص،لا تجده مكتوباً في السطور، لكنه في الصدور نور تارة ونار أخرى، ولو أنك سألت سواد بن قارب، أو مريم التي دهنت رجلي المسيح : بماذا أحسستما وأنتما تفعلان ذلك؟ فإنهما سيعجزان عن الكلام. وتعطــلت لغـــة الكلام وخاطبت عينـي في لغـة الهــوى عيناك إن عاشقاً تأتيه رسالة ممن عشق، فإنه يحتفظ بها، أو وردة، فإنه يزرعها على وسادته، كما فعلت فيروز حينما أهداها من أحبت وردة، والذين آمنوا أشد حباً لله. إن ما يشعر به المؤمنون ـ مسلمين ومسيحيين ـ من رابطة المحبة بينهم وبين النبي محمد و كلمة الله عيسى عليهما السلام ،لايمكن للحروف أن تصفه، ولا للكلمات أن تحيط به. في مسجد دمشق على سبيل المثال، يقف المؤمنون مسيحيين ومسلمين أمام قبر يوحنا المعمدان، شهيد الكرازة والتبليغ، فيحسون بشيء في قلوبهم ،أنساً وبركة يشعان من هذا المقام، لايمكن لهم أن يصفوه، إلا إذا استطاع آكل العسل أن يجعل من لم يذقه في حياته يدرك طعمه . |
|