تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وطأة الوسائل الإعلامية في حياة الشباب

مجتمع
الجمعة 26-12-2008م
غيداء سلطان

تحتل وسائل الإعلام بمختلف أنواعها تلفزيون - فيديو - سينما ....الخ مساحة هامة في حياة شبابنا العرب حيث تفيد معظم الدراسات حول علاقة الشباب بهذه الوسائل معرفة المكانة الهامة والمتميزة لهذه الوسائل في حياة شبابنا

وعلى حد قول أحد الخبراء العرب فإن مقدار مايشاهده الشاب العربي أو الطفل العربي من التلفزيون أو الفيديو أوالسينما يفوق مقدار مايجلسه الشاب أوالطفل في صفه وبين أسرته مجتمعين إذا أخذنا بعين الاعتبار مقدار العطل الرسمية وغير الرسمية من جهة ومقدار البث المتواصل والمستمر يومياً لهذه الوسائل والذي يزداد في العطل هذه المكانة الهامة والمتميزة لوسائل الاعلام في حياة شبابنا هي التي أعطت لهذه الوسائل أهميتها ضمن سياسات الدول فأولتها من الأهمية والدعم مايتناسب من حيث الأهمية مع الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه هذه الوسائل .‏‏

توضح المرشدة النفسية ثراء ونوس: ليس كل مايعرض على التلفزيون جيداً ويستحق المشاهدة فهناك الجيد وهناك السيىء وهنا تقع مسؤولية الشاب في اختيار مايناسبه ويقدم له الفائدة والمعرفة فعلى سبيل المثال فإن آفاقاً علمية أو أبحاثاً علمية في مجالات معينة تصقل عقول الشباب وتزيد معارفهم كذلك بعض القضايا الاجتماعية والمسلسلات الهادفة .‏‏

ومتابعة الشباب للتلفزيون فيها الكثير من التعبير عن الذات فعندما يتابع لقاء مع متفوقين أو متميزين ويسعى لتحقيق هذا التميز والتفوق فإنه تعبير بشكل إيجابي عن النفس ،أما بالنسبة للشباب الطائش الذين يتابعون كل شيء والدفع إلى التقليد الأعمى وكذلك التلاعب بالمبادئ و العبث بالضمائر من خلال الاعلانات والبرامج الموجهة كل هذا من شأنه أن يخل بمقدرة الإنسان على الخلق والابتكار وأن يحد من قدراته العقلية على النقد والتحليل فنرى هذا النوع من ا لشباب الطائش اللامبالي يسعى إلى التقليد الأعمى كتطويل الشعر وارتداء الأقراط في آذانهم واللباس بطريقة لاتتناسب مع تقاليدنا ومجتمعنا وهو بذلك كله يعبر عن نفسه بطريقة سلبية .‏‏

وهذا أيضاً ينطبق على الانترنت فالبعض يستخدمه وبأسف شديد بطريقة مؤذية ومشوهة ومرعبة جداً من خلال الدخول إلى المواقع الإباحية وماشابه والتي تعمل على تخريب العقول وتسير بهم إلى الحضيض ونرى آخرين يحسنون استخدامه في الاستخدامات الشخصية وكوسيلة تعليمية .‏‏

إن وظيفة الإعلام ودوره في المجتمع هي نقل وتوصيل المعلومات للآخرين ومحاولة التأثير في آراء الآخرين وتشكيلها بالإضافة إلى الترفيه والتسلية وتمضية أوقات الفراغ هذه الأهداف تتشابك معاً وتتفاعل ويكمل بعضها البعض الآخر بحيث يمكن القول إن المادة الإعلامية أياً كانت - قد تحقق هذه الأهداف الثلاثة معاً وفي وقت واحد وإن بدرجات متفاوتة والمهم جداً تقديم الدراسات والملاحظات حول اتجاهات ودوافع الشباب العرب بدقة متناهية وبموجبها يتم تحديد الأفكار والصور التي يجب أن تتضمنها الرسالة الإعلامية بمختلف أنواعها مسموعة أو مقروءة أو مصورة.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية