|
دمشق
وكان في استقبال الرئيس الأسد لدى وصوله الى البطريركية غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك والمطران جوزيف عيسى النائب البطريركي. كما كان في استقبال سيادته الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف وسماحة الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون مفتي الجمهورية وغبطة البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم بطريرك الروم الارثوذكس وغبطة البطريرك زكا الاول عيواص بطريرك السريان الارثوذكس. بعد ذلك صافح الرئيس الأسد رؤساء الكنائس المسيحية وعددا من رجال الدين ووجهاء الطوائف المسيحية وعددا من علماء الدين المسلمين الذين شاركوا اخوانهم المسيحيين احتفالهم بعيد الميلاد. وألقى الرئيس الأسد كلمة بهذه المناسبة هنأ فيها جميع المواطنين بعيد الميلاد مؤكدا ان هذه اللقاءات تحمل الكثير من المعاني العميقة والغنية.
وأضاف سيادته: إن لقاءنا بمناسبة عيد الميلاد المجيد لا يأتي لتوجيه رسائل بأننا في سورية نعيش في إخاء وتسامح وتعايش لان سورية تجاوزت هذه المصطلحات منذ زمن طويل بل إن عيشنا هو جزء من نسيج المجتمع السوري وحضارتنا وتاريخنا ويجب علينا كسوريين أن ننقل ما لدينا للعالم اجمع. وقال الرئيس الأسد: إن دور سورية يرتبط بمكانتها الحضارية والتاريخية وتراثها الغني الذي يثبت أن سورية كانت عبر الزمن نموذجا يحتذى به. وأضاف سيادته: إن قوة سورية تكمن في عمقها الحضاري ومكوناته الاسلامية والمسيحية وفي قوة الانسان السوري واستمراريته عبر مراحل التاريخ. واكد الرئيس الأسد أن لا مشكلة بين الاديان كي نتحاور لانها اديان توحيدية وانما المشكلة هي لدى البعض الذين لا يفهمون جوهر الاديان. وقال السيد الرئيس: نحن في سورية وجدنا موحدين ونحن النموذج الطبيعي للمجتمع والانسانية وللعلاقة بين الاديان وعلينا أن نعطي نموذجاً ليس فقط في العلاقة بين الاديان وليس فقط في الوطنية وانما بشيء أرقى وأشمل هو الانسانية. وكان غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام ألقى كلمة في بداية اللقاء رحب فيها أشد الترحيب بالسيد الرئيس وبكل من جاء ليشارك ويقدم التهاني في عيد الميلاد. واستعرض البطريرك لحام في كلمته معاني عيد الميلاد المجيد وخصوصا عندما يكون في هذا الجو الاسري الفريد المميز في سورية. واضاف لحام ان فرحة العيد تكتمل في هذا الجو العائلي الروحي الجميل مؤكدا ان الاسرة هي عماد المجتمع والوطن وهي مكان عيش القيم الروحية الايمانية الانسانية النبيلة ولذلك فأسرنا السورية هي الخزان العظيم لتراثات هذا البلد. واضاف البطريرك لحام ان الرئيس الأسد هو رأس هذه العائلة السورية الكبرى فهو أب محب ساهر عادل منصف لكل مظلوم ومقهور وقلب مليء بالشعور النبيل. واعتبر البطريرك لحام ان المحبة قوام اسرتنا السورية الكبرى وهي اساس نمو هذا البلد وازدهاره وامنه وامانه واستقراره وهي اللحمة الكبرى بين أبنائه جميعا. ودعا البطريرك لحام جميع الناس في العالم الى السير على طريق دمشق لكي يتغير العالم وينتقل من الظلمة الى النور.
كما ألقى الدكتور بدر الدين حسون كلمة اكد فيها ان الاعياد عندما تلتقي.. عيد الأضحى.. عيد المولد لسيدنا عيسى وعيد السنة الهجرية فانها تعطينا اجمل المعاني في ان العيد وجد لبناء المجتمع والاسرة والوطن والامة مشيرا الى ان سورية تتميز في أعيادها عن العالم لاننا في ارض باركتها السماء وقدستها خطا الانبياء والدين فيها واحد وان تعددت الشرائع ونحن ابناء وطن واحد وان تعددت اعراقه وابناء امة واحدة وان تعددت اقطارها ودولها. ونوه الدكتور حسون بحرص الرئيس الأسد على مشاركة ابناء شعبه اعيادهم وافراحهم بما يعكس الوحدة بين الشعب وقيادته الحكيمة والشجاعة. وكان غبطة البطريرك لحام قدم الى الرئيس الأسد هدية تذكارية بمناسبة هذا العيد المجيد ثم حضر سيادته والسادة المدعوون مأدبة الغداء التي اقامتها البطريركية على شرف سيادته بهذه المناسبة. وأكد رؤساء الطوائف المسيحية في سورية في تصريحات لوكالة سانا ان مشاركة الرئيس بشار الأسد الشعب السوري في احتفالاته بالاعياد والمناسبات الدينية تجسد الدور الحضاري والانساني لسورية مهد الديانات السماوية وملتقى الحضارات العريقة وحرص سيادته على مشاركة ابناء شعبه في جميع المناسبات. وقال غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية والقدس والاسكندرية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك.. لقد سعدنا بلقاء وزيارة الرئيس الأسد الذي جعل عيدنا الروحي عيدا روحانيا ووطنيا جمع أبناء وأطياف الوطن كافة الذين هم أيضا مع الله الواحد شعب واحد ووطن واحد وكلهم مواطنون يعملون معا بقيادة الرئيس الأسد من أجل مستقبل أفضل لهذا الوطن. وأضاف: نشكر الرئيس الأسد على زيارته اليوم التي التقى خلالها بأطياف كثيرة من العلماء والشيوخ والمطارنة والبطاركة والمواطنين الذين شعروا بالعيد جميلا بحضوره معربا عن الامل بالسير قدما لتحقيق ما نصبو اليه في هذا البلد لتحقيق السلام في المنطقة متمنيا من الله أن يحفظ سيادته وان يبقى هذا البلد مرفوع الرأس منتصرا صامدا ثابتا يحمل أجمل ما في العالم الايمان والحضارة . وعبر البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس عن الاعتزاز بمشاركة السيد الرئيس في هذا اليوم المجيد وتهنئته للمواطنين بعيد الميلاد المجيد وقال.. سعدنا باللقاء والحديث مع سيادته وقد أحسسنا بأننا نعيش ضمن عائلة واحدة وهذا ما جسده الرئيس الأسد عبر السنوات الماضية متمنيا لسيادته النجاح في تحقيق تطلعات الشعب السوري. من جهته قال البطريرك زكا الاول عيواص بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الارثوذكس الرئيس الاعلى للكنيسة السريانية الارثوذكسية في العالم إن هذه الزيارة التي نعتز بها تجسد معاني الاخاء الذي ينعم به أبناء الشعب والرسالة الحضارية لسورية مهد الديانات داعيا الله أن يحفظ الرئيس الأسد وأن تكون رايات النصر والمحبة والسلام لسورية على عهده. وكانت الطوائف المسيحية في سورية احتفلت أمس بعيد الميلاد المجيد عيد ميلاد السيد المسيح رسول المحبة والسلام وذلك باقامة القداديس والصلوات في جميع الكنائس. ففي كاتدرائية الروم الملكيين الكاثوليك في حارة الزيتون بدمشق اقيم احتفال ديني كبير منتصف ليل أول أمس ترأسه غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يعاونه لفيف من الكهنة الاجلاء وقامت بخدمة هذا الاحتفال جوقة الكاتدرائية. والقى البطريرك لحام عظة العيد تحدث فيها عن المعاني السامية لميلاد السيد المسيح ورسالته التي انطلقت من بلادنا المشرقية وخاصة من فلسطين وسورية ولبنان. واضاف كلنا نحتاج ان نسيرعلى طريق دمشق ليس دمشق المحصورة في التاريخ والجغرافيا بل دمشق مدينة اللقاء مع السيد المسيح الداعي الى الخلاص والمحبة والرجاء والامل والسلام نحتاج الى طريق دمشق لكي يتغير العالم وينتقل الناس من الظلمة الى النور ومن الليل الى النهار والى المحبة والتضامن والانفتاح. وتقدم البطريرك لحام بالتهنئة الى مواطني سورية ولبنان والبلاد العربية مسيحيين ومسلمين بهذه المناسبة متمنيا لسورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد دوام الاستقرار والازدهار. وتوجه البطريرك لحام بالشكر للرئيس الأسد لرعايته احتفالية القديس بولس في حزيران الماضي وقال ان هذه الاحتفالية هي منبر لسورية الحبيبة ولثوابتها وتراثها وصمودها. ولهج البطريرك لحام بالدعاء الى الله ان يبارك الرئيس الأسد في عمله وينجح مساعيه لما فيه خير سورية والمنطقة متمنيا ان يكون العام الجديد عام سلام لبلداننا العربية وشعوبها. وفي كاتدرائية مار جرجس للسريان الارثوذكس بدمشق اقيم احتفال ديني كبير ترأسه قداسة البطريرك مار أغناطيوس زكا الاول عيواص بطريرك انطاكية وسائر المشرق الرئيس الاعلى للكنيسة السريانية في العالم يعاونه صاحبا النيافة والسيادة المطران مار فيلكسينوس ماتياس نايش المعاون البطريركي والاسقف مار اياونيس بولس السوقي النائب البطريركي بدمشق. والقى البطريرك عيواص عظة العيد تحدث فيها عن المعاني العميقة لهذه المناسبة العظيمة مؤكدا ان عيد الميلاد هو رسالة محبة وسلام وامن ومساواة بين البشر. وتوجه بالتهنئة الى الشعب العربي مسلمين ومسيحيين بمناسبة عيد الميلاد المجيد وعيد الاضحى المبارك وعيد رأس السنة الجديدة وخصوصا في العراق ولبنان وفلسطين مؤكدا ان غيوم الشر التي تغطي سماءهم ستنحسر حتما وان سياسة الهيمنةعلى الشعوب وثرواتها وارضها وحرمانها من الحرية وحق تقرير المصير ستبوء بالفشل. واشار الى الوحدة الوطنية والتآخي الذي يعيشه ابناء الشعب السوري والى الدور الحضاري والثقافي الذي يؤدونه مطالبا المغتربين من ابناء الوطن بان يبقوا وطنهم الام وقضاياه في قلوبهم وعقولهم لانه لا شيء يعادل الوطن الذي هو بحاجة الى ابنائه ومشاركتهم في تطوره وازدهاره. ودعا الله في ختام عظته ان يحفظ سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد وان تبقى طليعة وقدوة وموئلا للخير والتقدم والحرية والمساواة. كما اقيم قداس ديني كبير في الكنيسة الانجيلية الوطنية بدمشق ترأسه القس بطرس زاعور الرئيس الروحي للكنيسة وعاونته جوقة تراتيل الكنيسة. واشار القس زاعور الى المعاني الجليلة لعيد ميلاد السيد المسيح رسول المحبة الذي قال: طوبى لصانعي السلام. واكد القس زاعور ان السيد المسيح جاء ليزيل التفرقة بين البشر ويحقق المساواة بين الجميع وقال لذلك يجب ان يكون احتفالنا بعيد الميلاد احتفالا يتناسب مع رفعة وكرامة ومكانة السيد المسيح ومع محبته ورفعة تعاليمه مشيرا الى ان البشرية انتظرت في دياجير الظلام الفكري والادبي والروحي كثيرا حتى جاءت ولادة المسيح نقلة من الظلام الى النور وثورة في حياة البشرية للنهوض نحو الافضل وللعيش بحياة اسمى وكرامة ارقى. وتضرع القس زاعور الى الله تعالى ان يعيد الحق الى نصابه وان تتحرر جميع الاراضي العربية المحتلة وتتحقق رسالة الميلاد رسالة الامل والحياة. ودعا القس زاعور في ختام عظته الله تعالى ان يحفظ سورية وشعبها امنة مزدهرة وان يحفظ السيد الرئيس بشار الأسد وان يمده بعونه ويكلأه برعايته وحمايته. وفي المحافظات السورية اقيمت القداديس والصلوات بمناسبة الاحتفال بالميلاد المجيد عيد ميلاد رسول المحبة والوئام والسلام. وتركزت عظات العيدعلى المعاني الخيرة والسامية لميلاد السيد المسيح الذي جسد روح الاخاء والتعاون والمحبة بين ابناء الوطن الواحد. واشارت العظات الى ان سورية كانت مهد الشرائع السماوية ومنها انطلق نور العدالة والسلام والمحبة ليعم العالم. وهنأت العظات ابناء سورية باعياد الاضحى والميلاد المجيد ورأس السنة مؤكدة انها ستبقى بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد موئلا لشرفاء العالم واحراره ومنبرا حضاريا لنشر ثقافة الحب والتسامح. وقدم امناء فروع حزب البعث العربي الاشتراكي والمحافظون التهاني لرؤساء الطوائف المسيحية في المحافظات بهذه المناسبة المجيدة مؤكدين ان سورية كانت دائما واحة الرسالات السماوية ومنها انطلقت ليعم الخير العالم اجمع. |
|